بقلم : المستشار عارف عواد السطام
ما أن صدرت الإرادة الملكية السامية بأن يتولى الباشا حسين الحواتمة شرف وواجب مسؤولية موقع مدير الأمن العام، والإشراف الفوري على مهمة دمج المديرية العامة لقوات الدرك، والمديرية العامة للدفاع المدني ضمن مديرية الأمن العام وهيكلها التنظيمي وقد بدأت الإنسانية المعهودة التي عرفناها فيه ضابطاً مرموقاً في العمليات الخاصة ورجل من رجالات سيدنا ممن يشار لهم بالبنان ورجل من رجالات وطني الأردن بجهوده الدؤوبة وتضحياته المخلصة في سبيل خدمة المواطنين وحماية أمنهم وأمن وطننا وتقديم أفضل الخدمات لهم فمنذ الساعات الأولى للتكليف السامي يقوم بتفقد كل الحالات الإنسانية ممن خدموا في سلك الأمن العام وتفقد أحوالهم مطمئناً الجميع في الأجهزة الثلاث التي دمجت مبدياً توجيهاته بعلاج من يحتاج العلاج ومساعدة كل ذي حاجة منهم مبدياً تعاوناً إنسانياً قل نظيره وأن الواسطة والمحسوبية ليست في قاموسي وإنما منح الحقوق لأصحابها هو أعلى درجات الأمن وهذا الشعور النبيل طمأن الجميع وبعث برسالة أن الوطن بحاجة إلى أرجال وليس إلى واسطات وأخذ حقوق الآخرين وهي خارج حساباته وإنما الكفء هو من يثبت جدارته في الميدان .
وما عرفناه عنه منذ سنين خلت وقد خبرنا فيه الكفاءة في مختلف المواقع، التي تولاها خلال خدمته الممتدة والمتميزة، وقدراته التنظيمية والقيادية، ومنذ اليوم الأول للتوجيهات الملكية السامية له بأن أتم أنجاز عملية الدمج بسلاسة ، وتولى قيادة المديرية بمكوناتها وشكلها الجديد خلال هذه المرحلة، وبشكل ضمن وحقق التناغم في الأداء، وحسن مستوى التنسيق الأمني والخدمات المساندة على نحو لمس المواطن أثره الإيجابي في مختلف جوانب حياته اليومية، وأفضى إلى ترسيخ دعائم دولة القانون والمؤسسات، وحماية الحقوق وصون المنجزات، وأداء المهام باحترافية ومهنية ترتكز على أعلى معايير الكفاءة والنزاهة والشفافية، وتكريس منهجية المسؤولية والمساءلة،
والحواتمة هو من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه بالأمانة والإخلاص وهو من مجموعة مخلصة تزخر الأرض الأردنية المعطاءة بنخبةً منهم وهو من الذين حرصوا على مواصلة ليلهم بنهارهم لإعلاء الصرح الأمني في بلد الأمن والأمان – في أردن الخير والعطاء- فهؤلاء النخب لهم منا كل الاحترام والتقدير ولا بد من الوقوف على بعض إنجازاتهم والتعريف بها فعندما نقول:
أنه التحق بالكلية العسكرية الملكية كتلميذ عسكري في عام 1983 و رُفع لرتبة ملام ثاني في عام 1985 وتدرج في المواقع الوظيفية التالية قائد سرية مظليين في كتيبة المظلييــن/81 وقائد الكتيبة الخاصـة /101و ضابط ارتباط في القيادة المركزيــة/ الولايات المتحدة ومساعد الملحق العسكري/الباكستان و موجه إستراتيجية وقوات برية في كلية الدفاع الوطني الملكية وقائد لواء الأمير حسين بن عبد الله الثاني الصاعقة/28 الملكي ورئيس المنظمة العالمية لقوات الشرطة والــدرك (FIEP) والمدير العام لقوات الـدرك منذ العام 2015.
من الإنجازات التي لا بد من الوقوف عندها يدرك القارئ والسامع بأننا نتحدث عن شخصية عطوفة اللواء الإنسان حسين الحواتمة الذي جعل من مكتبه محجاً لكل الباحثين عن الأمن والأمان في الوطن وأسهم في إعادة بنية الخريطة الأمنية من جديد وأنصف ممن ضاقت بهم الحال كيف لا وهو من يمنح الميدان جل وقته لكي تطمئن سريرته وهو يؤمن بأن الوقوف على المشاكل وحلها أسمى آيات العمل الوطني فهو أبن الأردن وعمان الحبيبة وكل المحافظات الأردنية وينظر أليها بأنه معشوقته وأن وجدانه الوطني أبى إلا أن يكون الحواتمة أبن وطن وليس مدينة لوحدها .
وانطلاقاً من مقولة – لكل مجتهد نصيب- فقد حصد الحواتمة خلال خدمته العسكرية العديد من الجوائز والأوسمة نظراً لجهوده المبذولة في تطوير المنظومة الأمنية على المستوى الوطني الأردني ؛ فضلاً عن أهم الدورات الحاصل عليها: وهي الاستخبارات العسكرية والحرب الالكترونية والقيادة والأركان/الأردن وماجستير الإدارة والعلوم العسكرية/ الأردن ومدربي القوات الخاصة/ الولايات المتحدة وأمن المنشآت/ سويسرا وماجستير التخطيط الاستراتيجي والأمن العالمي/ جامعة الدفاع الوطني (NDU) في الولايات المتحدة والحرب العليا / جامعة الدفاع الوطني/ تايوان وكبار القادة والسفراء/ إيطاليا .
لقد اجتمعت في الباشا الحواتمة الكثير الكثير من الخصال الحسنة وتمكن من الوصول إلى ما هو عليه الآن فهو العارف المتمكن في مجال عمله كيف لا وهو يقول لا يوجد شئ أقرب إلى قلبي أن أرى وطني وقد عمه الهدوء والفرح وكيف أن يساهم مع زملاؤه في هذا الجهاز الرائع أن يجعل بيوت الناس وحياة الناس مليئة بالفرح هو ينظر إلى الوطن من قلبه .
يُعرف الباشا الحواتمة بالأدب والأخلاق العالية والدين وهو صاحب حنكه وحكمة في آن وهو شخصية وازنه ومحببة للكثيرين ومخلص في عمله لدرجة العبادة وهو نظيف العقل والقلب واللسان ومن خلال مجالستي معه مراراً فهو صريح إلى أبعد الحدود وشفاف مع الآخرين وهذا سر النجاح لديه ولا يوجد عنده طموح اكبر من الإنسانية ..
الباشا الحواتمة أيها العسكري الإنسان دمت ودامت إنسانيتك المشرقة وعسكريتك الرائعة ...