في بداية الأزمنه وحتى ما قبل وجود الحضارات كان الحب هو اساس كل شيء، حتى وان كان يوجد بعض من النِزاعات حول قضايا مختلفة.
ولكن اليوم كلٌ منا يرى نفسه ملاكا و يلبس ثوب العفة و لكننا ننسى دائما اننا جميعا نعيش في المستنقع ذاته ونتعامل مع عقلية التخلف ذاتها حتى مع اختلاف طرق التعامل وحتى و إن قلنا اننا اصبحنا في القرن الواحد والعشرين، فما نواجهه اليوم لا يوحي بالحضارة والإنسانية.
الجميع يلقي اللوم على بعضهم البعض و تنتهي في صراعات يتحمل اعباؤها اشخاص لا ذنبٌ لهم وليس لهم فيها لا ناقةٍ ولا جمل و تمتد هذه الصراعات لسنين و سنين.
دائما نتغنى ونقول نحن بشر ولكن إن لم تكن الإنسانية موجوده في الحب والتآخي وإيثار بعضنا على بعض، وعلى مراعاة الأطفال و النساء و الشيوخ الذين يسقطون ضحية هذه النزاعات بلا سبب، اذا لنصمت ونسقط و ولتحترق البشرية إذا استمرت على هذا النهج المميت.
عندما كنا صِغاراً كان آباؤنا وأمهاتنا ينظرون إلى داخل ما فينا من الاصرار على محاولاتنا في المشي دون كلام ولكن الآن اصبحنا في العكس تماما، اصبحنا نتباها في قدرتنا على الكلام دون سكوت، فبعضنا احرق الانسانية و بعضنا يتحدث في السياسة جاهلا عواقبها ومستنقعاتها، و البعض الاخر يولد مع الخوف من مستقبل لا يعرف فيه شيء غير الحقد و عدم وجود مفاهيم للأنسانيه وان القوي لطالما دهس الضعيف و الغني يذل الفقير.
و في همجية الامس وأختفاء المنطقية اليوم و خوف الغد تنقطع صلة الارحام، فلقد غدى الامين البريء مذموم، و المنافق الكاذب محبوب.
بالأمس كنا ننظر الى الواقع و الحياة على انه لن يتغير شيء، و كان مفهومنا للحياة اكثر بساطة لاننا نعيش اللحظة على امل ان تتغير في المستقبل، ولكن تبدلت الأحوال واصبحنا اليوم نعيش الواقع اكثر مرارة و بلا انسانية و الآمال لم تتحقق لدى الكثيرين والأحلام أختفت.
ربما غياب الانسانية هذا ما جعل من المستقبل أكثر خوفا مما نتوقع فكلنا يتوجس خفية من المستقبل الذي بات مرعبا لدى الكثيرين.
تجاهلنا الطفولة حتى استيقظ اطفالنا يتامى بسبب نزاعات لا ذنب لهم فيها و أنشئناهم على الحقد و الكراهية و الحرب في عمر لا يتجاوز الاربعة اعوام،
لا اعلم كيف سيكون الجيل الجديد و ماذا سيفعل هؤلاء الاطفال عندما يكبرون مع كل هذا الحقد و نار الحرب التي اشعلوها بداخلهم!!؟!
يا ترى من سيكون التالي؟ من سيتذوق نتيجة أفعاله في هذه الغوغائيه، !؟، و من منا سيسقط أولا !!