لو ان قتل البنات والنساء يتم على الشبهة والظاهر والشك والوشاية، لقَتَل عمرانُ بن قهات، ابنتَه مريم اخت هارون وموسى عليهما الصلاة والسلام، التي أنجبت بدون زواج.
او لقتلها أحد اخويها هارون وموسى او لقتلها احد اعمامها حبرون ويصهار وعزيئيل، او لاتفقوا جميعهم على قتلها !
ولو ان القتل يتم على الظاهر من الامور، لمَا حظينا ولمَا تباركنا بالسيد المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، احد الرسل الخمسة ذوي العزم: محمد ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام.
الطاهرةُ مريمُ «انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا». فَأَرْسَلْ الله عز وجل إِلَيْهَا رُوحَه «فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا».
فَلما وضعت مريم الطفل المبارك حملته الى قَوْمَهَا الذين دهشوا ولاموها و»قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا. يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا».
قبل 2020 عاما، في تلك الأيام السحيقة من تاريخ البشرية، كانت الناس تتصرف بتروٍ وتمهل وعدم انخداع بالظاهر.
للاسف نحن اليوم ننتهك تعاليم الدين والقانون والفطرة الانسانية، حين ننصب انفسنا ليس قضاة فحسب، بل منفذين نسفك الدماء ونقتل النفس التي حرمها الله وصانها.
لو تعرضت فتاة اردنية لإهانة ما، او لو دفعها شاب احمق، لهرع وتراكض كل الرجال الموجودين في منطقة الحادث، ولأوسعوا الشاب ضربا وتعنيفا وترزيلا.
أمّا ان يتم قتل الفتيات خارج القانون في دولة القانون، فلا احد يحاول الحيلولة دون وقوع الجريمة.
قال الشاعر السوري اديب اسحق:
قتلُ امرئ في غابة، جريمةٌ لا تغتفر.
وقتلُ شعبٍ آمنٍ مسالةٌ فيها نظر.
ونلاحظ ان ثمة بقايا همجية وعنجهية وتنمّر في بلادنا، نسجل ان امننا العام يتعامل معها بحزم وفق القانون، الأمر الذي سيمنع ان تصبح ظاهرة بغيضة قبيحة.