مهمٌ جدا لكل سياسي وباحث وعربي، ان يشاهد الحوارات المحايدة التي يجربها الدكتور حميد عبد الله في برنامج «شهادات خاصة» مع عشرات السياسيين والعسكريين العراقيين حول بلادهم في مختلف المراحل والعهود، وخاصة عهود عبدالكريم قاسم، عبدالسلام عارف، عبد الرحمن عارف، احمد حسن البكر وصدام حسين.
كانت اهم تلك الشهادات، تلك المتعلقة بالحرب العراقية الإيرانية وغزو الكويت والحرب على العراق واحتلال بغداد في نيسان 2003.
لقد فجعتني شهادة عميد الدفاع الجوي علي حسين سلطان العبيدي، التي كشف فيها عن الجسور الجوية الليبية السورية لدعم الجيش الإيراني ضد الجيش العراقي في الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988.
لا نفهم ان تسلم يوغوسلافيا خرائط ملاجئ الطائرات العراقية التي بنتها، الى السي آي إيه.
ولا نفهم ان يمد النظامان السوري والليبي، القوات الإيرانية المقاتلة، بصواريخ واعتدة وقطع غيار، حملتها الطائرات المدنية السورية والليبية عبر مسار جوي سري بمحاذاة المثلث الجوي التركي العراقي الإيراني.
أسقطت الدفاعات الجوية العراقية عدة طائرات من هذا الجسر الجوي بالاضافة الى اسقاط الطائرة الأرجنتينية التي كانت محملة بالصواريخ الاسرائيلية، ضمن صفقة ايران-غيت بين اميركا واسرائيل وايران في آب 1985، التي شملت قطع غيار لطائرات الفانتوم وصواريخ تاو المضادة للدروع وصواريخ هوك المضادة للطائرات.
فجعتني المقابلة التي تحدث فيها العميد العبيدي عن الطعنات العربية في ظهر الجيش العراقي الذي قاتل بضراوة، دفاعا عن سوريا في حرب تشرين 1973.
وفجعتني المعلومة التي قدمها العميد العبيدي عن السماح للطائرات الحربية الإيرانية، بالاقلاع سرا من المطارات السورية لقصف المطارات العسكرية غرب العراق.
قدم الجيش العراقي في معارك تشرين 1973 على جبهة الجولان 835 شهيداً و26 طائرة مقاتلة قاذفة و111 دبابة وناقلة جنود مدرعة و294 عجلة.
وفجعني العقيد معمر القذافي الذي ظل يزعم انه زعيم القومية وداعية الوحدة العربية، في حين ظل كل الحرب واقفا مع نظام الملالي ضد العراق.
تلك ندوب غائرة في جسم الامة ومؤشرات دالةٌ على بُنى بعض الأنظمة الرسمية العربية والى اية مديات يمكن ان تذهب !!