يقتلون تحت مسمى غسل العار و بإسم الإسلام والإسلام بريء منهم، فرسالة الإسلام السمحة ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين قبل 1400 عام عندما جاء يرسي قواعد الإسلام قال لا تقتلوا شيخا فانياً ولا طفلاً ولا صغيراً ولا إمرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين... صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم...
إلى متى نقتل باسم الإسلام و تحت مسمى قضايا الشرف ومن أنتم حتى تقتلوا ارواحًا بريئةً أو غير بريئة و تحت أي ذريعة؟؟؟؟
وأي رجولة وأي ذكورة تأخذ مكانتها في مجتمعاتنا الشرقية بتحليل القتل تحت مسمى العادات والتقاليد البالية و تحت مسمى شرف العائلة ، ثم لماذا لا يطبق مفهوم الشرف على النساء والرجال بنفس الدرجة وعلى حد سواء؟؟؟
مجتمعاتنا للأسف تتفنن في إنزال أشد العقاب بالمرأة بينما تخففه على الرجل، أفكار مهترئة في سلب الفتيات حياتهن تحت مسمى شرف العائلة ، وقوانين اجتماعية ظالمة لا تنصف الأنثى ولا تمنحها فرصة التبرير والتفسير ولا حتى الاقتصاص من القاتل بعد القتل.
بالأمس كنا نتحدث عن وفاة الشابة الفلسطينية إسراء غريب وهي في ربيعها الحادي والعشرين وقضية شرف من نوع آخر ، اذاً هو ملف شديد الحساسية في المجتمعات العربية ملف جرائم الشرف الذي تختلف القوانين عبر الدول العربية في تحديد طبيعتها لكنها تجمع على أن عقوبتها مخففة على الجاني، بالمحصلة حتى لو تم تحكيم الدين والشرع فالقتل يتنافى مع أحكام الشريعة إلاسلامية بل إنها من أبشع الجرائم في المجتمع حتى الدين الذي يتسلحون به لا يجيزه بل ويعده من شرائع الجاهلية الأولى.
أين تكمن الخطورة؟؟؟
سؤال يطرح نفسه وبقوة ليست الخطورة في وقوع الجريمة فقط، فالجرائم تقع باستمرار وبما هو أشنع وأبشع وإنما الخطورة في تبريرها اجتماعيًا ثم قانونيًا من وراء ذلك.
وهنا قبل أن نطرح موضوع قضايا الشرف لا بد أن نفكر جديًا بالحلول ولا بد من محاربة هذه الجرائم البشعة وعلى الشعوب جميعا أن تقف حكومات وزعامات دينية وقادة فكر وعلماء لمحاربة هذه السلوكيات المتجذرة؛ ومحاولة نزع الموروثات البالية والمهترئة والعادات الزائفة التي تجيز القتل باسم الشرف وغسل العار
مرعب جدا أن تقتل الفتاة على يد أبيها أو أخيها لأنه عدوان ينتهك أكبر فضاءات الأمن حميميةً، فبدلا من أن يكون أهلها الملجأ والمأمن كانوا هم القاضي والجلاد
ولابد من سن قوانين رادعة لمثل هذه الجرائم ولابد أن تتساوى عقوبات جرائم الشرف بعقوبات جرائم القتل الأخرى،
إذ ليس من المعقول ولا الطبيعي أن يقتل الأخ أخته تحت بند جريمة شرف ثم يخرج من العقوبة المخففة كما يقال عنه مرفوع الرأس...
بقلم سامية دنون
خبيرة الإرشاد والإصلاح الأسري وناشطة حقوقية مختصة بقضايا الأسرة والمرأه