حزن كبير المدى شعر به الأردنيين اليوم بعد العد الذي دام طويلاً واحتساب اليوم بالثانيه والدقيقه والساعه ، حزنٌ طغى على فرحة الأردنيين وذلك بعد تسجيل حالة إصابة محلية بفيروس كورونا بعد مرور ٨ ايام من غير تسجيل إصابات محلية .
خيبة أمل كبيرة شعر بها الشعب بكافة أعمارهم واتجاهاتهم ، فمنهم من كذب الخبر اعتقاداً منه انها مجرد اشاعه والبلد قادر على الدخول الى المرحلة الخضراء ، ومنهم من قال بأنها مجرد سيناريوهات حكومية هدفها الرئيسي الاستمرار في تفعيل أمر الدفاع وعدم السماح للقطاعات الأخرى بالسماح ، والقسم الأخير قال بأن الحكومة مازالت متخوفة من إجراءات الفتح الكلي والكامل وهي غير مستعدة لهذا الإجراء نتيجة ما يحصل في العالم من اعداد اصابات متزايدة تسجل يومياً .
تقلقني ثقافة الشعب عندما يتجهون الى مبدأ التكذيب والشك الكبير بوجود مثل هذا الفيروس بالعالم ، ايعقل ان هذه مجرد لعبه ! عند التفكير بها بشكل جدي تأخذني نوبات ضحك واستغراب عالية ، هل الدول التي في العالم أجمع تحارب نفسها واقتصادها وتقتل مواطنيها بحجة هذا الفيروس والذي هو بنظر معظم الأشخاص " لعبه " ، هنالك فئة كبيرة جداً في الأردن مازالت تكذب وجود مثل هذا الفيروس ايعقل هذا التفكير ! ، ايعقل دولة صغيرة بإمكانياتها أن تعرض حالها للمديونية اكثر واكثر ، اقتصاد العالم كله اليوم في انهيار تام شعوبٌ تتصارع من أجل اختراع اللقاح لهذا الفيروس ، أعداد إصابات ووفيات في ازدياد يوماً بعد يوم ومازال العرب ينظر اليها بأنها "مؤامرة ولعبة فاشلة " !!
معظم التعليقات التي جاءت على مواقع التواصل الاجتماعي كانت تنطق بأنها خطة مدروسة من قبل هذا الحكومة لتحقيق مصالح لهم و"طفس " الشعب بكل ما لديهم من طاقات ، ومنهم من قال بأننا كنا متوقعين ان يخرج هذا السيناريو قبل يوماً واحد من إعلان النصر على هذا الفيروس ، والمشكلة الأكبر من هذا كله بأنهُ من يقوم بنشر هذا الكلام والخُرافات اشخاص متعلمون حاصلون على شهادات عليا في مختلف المجالات ، مثقفون يقرؤون الكتب أول بأول ويعرفون بأن هذا الوباء قد سبقه في التاريخ عدة اوبئة سيطرت على العالم ومع هذا تماثل العالم بالشفاء ، عند قراءة هذا الكلام من قبل مثقفين اشعر صدقا بالخوف الشديد لان هنالك اشخاص كثيرة تتابعه و تقرأ كتاباته وهذا يعني بأن نقل هذا المستوى المعرفي الهابط لعقول اشخاص كثيرة دون حتى التفكير او النظر الى حالهم .
نعم خيبة أمل قد اصابتنا اليوم ولايمكن لاحد نكران شيئاً كهذا ، ولكن أن وضع الأردن الوبائي ممتاز بالنسبة لباقي الدول ومجموع الأرقام التي تم تسجيلها منذ أربعة أشهر ولغاية هذا اليوم لا توازي ارقام سجلت في احدى الدول المجاورة ليوم واحد فقط ، نعم نرغب بالفتح الكلي للقطاعات نعم اشتقنا لحياتنا السابقة ولكن الصبر مفتاحة الفرح ، لقد صبرنا على أيام اسوء بكثير من هذه الايام وقد مرت ، لذلك اصبروا ان الفرج قريبٌ جداً .
وتذكروا بأن عدونا غدار للغاية لا يمكن السيطره عليه في حال لا سمح الله تفشى ، لذلك حافظوا على سلامتكم وسلامة عائلتكم والتزموا دائما بإجراءات الوقاية والصحه العامة ليبقى الأردن متعافي وكبيراً أمام الأمم .