( هل سيتكرر مشهد الكاتب الأردني ناهض حتر من جديد )
فما بين تلك السنون التي مضت والحروف التي سطرت إلى قطرات الدم التي روت أعتاب قصر العدل حين أطلقت يد
الغدر والإرهاب ومعتنقي الفكر المتطرف الداعشي الارهابي
رصاصة عنوانها ( ممنوع تتكلم ) فتعالت أصوات الأمهات والاباء والأهل والاشقاء كل ينصح الآخر بالصمت على أثر
جريمة الإرهاب الفكري المنظم والذي بدأ بسيطا وتنامى على
مهل حتى استخدم السلاح في مواجهة القلم والكلمة .
يا يمة بلاش تكتب ويا بوي فكنا من أفكارك ويا خوي والله
خايفين عليك ويا صديقي هذول جماعة ما يخافون الله ممكن يأذوك . بهذه العبارات العامية البسيطة تنادى ابناء
الشعب الأردني فمنذ استلقاء الكاتب الأردني ناهض حتر على باب قصر العدل مقتولا ظلما وجورا خفتت الأصوات وفضل الكثيرون عدم المواجهة وظن آخرون ان الصمت منجاة وان
الهدوء يمكن أن يمنع عاصفة الخراب والتدمير وعلا صوت
الباطل وتمكن المنحرف والضال وفتحت له كل الساحات
جبرا وطوعا فخاطب الشعب وغرس فيهم الخوف والذل
واربك المشهد الأردني بجبروته وقوته فانصاع الكثيرون مجبرين بفعل القوة الضاغطة نفسيا وسيكولوجيا فاستغلت
ايديولوجيا الإرهاب والتطرف حالة الفراغ فعلا صوتها .
الأحداث كثيرة مذ رحل الكاتب الأردني ناهض حتر والذي كان يمثل الفكر المعتدل العقلاني الرافض لارهاب الآخر وغلفت المسألة بغلاف لم يكن يوما في ثقافة الاردنيين
تحت عنوان ( خلاف في الدين والمعتقد ) ولم تكن ابدا
كذلك ولن تكون الا ما اثبتها واقعنا اليوم من استبداد وظلم
وقهر للشعوب باسم الإسلام .
الواقع المؤلم والذي افرزته جريمة قتل حتر هو ترسيخ فكر
التطرف والإرهاب ورفض الآخر ومنع الكلمة ولو بقوة السلاح
وقياسا على ما يشهده الجميع فإن النسبة الغالبة في الشارع
الأردني تساير أصحاب مشروع الضلالة اما خوفا او لمصلحة
وفي كلا الحالتين هو واقع مؤلم عملت الدولة من حيث تعلم
اولا تعلم على ترسبخه وتكريسه فأصبح من غير المقبول ان
تدافع عن وطنك وقيادتك ومؤسسات دولتك وان فعلت فانت
تصنف في عداد السائرين عكس التيار والمغردين خارج سرب
التوجه العام برفض الدولة وهدم المؤسسات وتكفير المعارض
وقتل المخالف وتحقيق مشروع العثمانيين الجدد ونسف كل
الثوابت والقيم والمبادىء التي نهض العرب لأجلها في ثورة
العزة والكرامة الكبرى .
اذا انك ضد الملك حياك الله وإذا حضرتك دكتور او متعلم او مثقف او صحفي او مواطن عادي وترتبط بالخارج انت محل
ثقة لديهم واذا انت مساهم في هدم مؤسسات الدولة فانت
الحبيب والقريب ودير بالك عموه أوامر تنظيم الإخوان لازم
تكون عندك سريعة التنفيذ واذا ما تقدر تنفذ لازم وضروري
تدخل وتؤيد كل ما يأتي وتبرره حتى لو كان باطلا وبعدين
تعال لازم وضروري، جدا جدا تساهم معهم في ارهاب كل
من يقف ضد اجنداتهم الخارجية وتفعل الافاعيل حتى ترهب
الشعب فكريا واتهم الناس بالباطل حتى لا يقبل منهم احد كلاما ولا قولا ولا فكرة حتى لو فيها خير للبشرية .
من قاع الكيلة ومن اخر السطر الاخير وبعد النقطة وسطر جديد انت بهذه الصفات محبوب تنظيم الإخوان المسلمين وقريب من داعش الإرهابي ولك منهم أمنا وامانا وغير هيك