إرفعي الراية عاليا خفاقة .. سلمتْ يمينك يا نشمية .. فأنتِ اليوم عنوانا للعسكرية ، وعنوانا للفروسية ، من قال أنّ الجندية مقصورة على الرجال ، اليوم النشميات يزاحمنَ الجنود في الميدان ، يركضن بالطابور ، ويحملنَ البنادق وقد غادرنَ حمل الأزهار وأحمر الشفاه ، وأرتدينَ الفوتيك ولم يبحثنَ عن الظل ، وإنما تأكل الشمس من بياض وجوههن وهن مبتسماتْ ، وكما كانت دروب العسكرية في القرى والبوادي يخطفن قلوب البنات ، اليوم هن من يخطفن قلوب الرجال .
إرفعي رأسك عاليا ، ولا تخجلي من صوتكِ في الميدان ، فمتى كان صوتكِ عورة ، وأنتِ تداوينَ عورات كل المرضى في المشافي ، وتلضمين الخيط بالإبرة من أول مرة كما تصيبينَ الهدف من أول طلقة .
إبتسمي فأنتِ في بلد إنهار كل شيء حوله ، وبقي صامدا بفعل سواعد رفقائك بالسلاح وهم على الحدود ، إبتسمي فالدنيا بخير رغم كل هؤلاء المتشائمين ، ورغم كل الخراب الذي نقرأه كل صباح ، ورغم كل التشكيك بالبلد ومؤسساته ، إبتسمي فالمستقبل لكِ ولإبنكِ ولكل المتفائلين مثلكِ .
إقبضي على العلم جيدا ، ولا تتعب يدكِ ، لأننّا نقبض معكِ وإن تعبتْ سنتعب ، وهذا العلم الذي يرفرف فوق رأسكِ هو مثل قلوبنا يرفرف كل صباح ، هو الوطن العالي ، نراه في وجوه الناس ، وفي وجوه أطفالنا ، وفي فرح الفقراء الذين إن جاعوا كانوا يكتفون بقول : المهم تظل الأردن بخير ... وستظل بخير.