بعد التّعثرات التي عصفت بفريق برشلونة والتي فقدَ على إثرها صدارة الليغا لصالح غريمه التّقليدي ريال مدريد بفارق نقطتان اتّجهت الأنظار صوب كيكي سيتين المدير الفنّي الحالي لبرشلونة مُتهمًا بكونه المُتسبّب الأكبر لفقدان الفريق الكتالوني صدارة لا ليغا بحُكم قراءته الغير ناجحة للمباريات ورُعونته في أختيار التّشكيل الأساسي واخطاءه الفظيعة جدًا عند أجراء التّبديلات خلال اللّقاءات التي لا يجد فيها فريق برشلونة سيتين ايّة حُلول والتي قد احتاجت منه في بعض المُباريات الى اقحام البديل المُناسب لتعديل الأوتار املاً في في تحقيق نتيجة مُرضية المتمثّلة بأهميّة الخروج بالنّقاط كاملة للتقدّم خُطوة للأمام في صراع الليغا.
ويرى الكثيرون بأن نُسخة فالفيردي المُتواضعة اداءًا تكاد تُشبه كثيرًا تجربة سيتين مع برشلونة حاليًا الى ان وصفها البعض بالأكثر تواضعًا على مُستوى الأداء والنّتائج لأنه ما كان معروفًا عن برشلونة فالفيردي بان الأخير غالبًا ما كان يتمكّن من أنجاز المطلوب رغم الأداء الشّاحب والمُخيّب للفريق وعلى النّقيض تمامًا فأن برشلونة الحالي لا يحقّق المأمول على صعيد النّتائج ولا يلبّي الطّموحات على صعيد الأداء وبالتالي فإن الكثيرين يجزمون بأن نُسخة سيتين قد تكون أسوء بمراحل من نُسخة آرنستو الرّاحل فيما باتت حقيقة بأن من أعتاد على مُتعة برشلونة قد فقدها تمامًا تحتَ إمرة كِلا المدربيْن.
في حين انَّ اوجه الشّبه بين المُدرّبين عديدة ولعلَّ ابرزها تلك المُتعلّقة بعمليّة المُداورة بين اللاعبين التي لم يُحسن كِلاهما أتمامُها بالشّكل المطلوب والتي لطالما ما كانت مُشكلة فالفيردي الأولى والتي تكاد الآن هي مُشكلة المشاكل بالنّسبة لـِ كيكي سيتين ..
فمثلاً طلَّ علينا سيتين في مُباراة البالايدوس الأخيرة امام سيلتا فيغو بتشكيلة اساسيّة خلَت من "لونغلي"صاحب الأداء الثّابت في منطقة العُمق الدّفاعي ليستعين بـِ أومتيتي صاحب الأداء المُتذبذب والذي أبتعد كثيرًا عن مستواه بعد أن ألمّت به الأصابات تواليًا .. ايضًا في هذا اللّقاء فقد ارتئى كيكي الى إراحة بوسكيتس ليقوم بأشراك راكيتيش المُنهك بدنيًا ممّا حجّم كثيرًا من قوّة برشلونة في معركة خط الوسط عندما غاب عنها اللّاعب الأهم لكسبِها!،
فيما كان هُنالك حدثًا اثارَ سيتين من خلالِه حَفيظة البعض ليخلِق معه ايضًا جدلًا واسعًا حوله بأعتباره المدرّب الذي لم ولن يصلح لقيادة برشلونة .. في لِقاء اشبيلية الملحميّ والذي شهِدَ اولى تعثّرات برشلونة بعد العودة من التّوقّف، لم يقُم سيتين حينها بإشراك "إنسو فاتي" إطلاقًا بالرّغم من أمتلاك هذا النّجم الواعد النّزعة الهجوميّة اللّازمة رُبما لأختراق جُدران التّكتل الذي فرضه إشبيلية في نصف ملعبه .. الكُل تعجّب من قرار سيتين هذا عندما توضّح امر عدم أشراك فاتي كبديل في المقابل فأن اللاعب متألّق فوق العادة وكان قد خدم كيكي قبلها بمباراة واحدة مُسجلًا هدف برشلونة الأفتتاحي في الدّقيقة الـ 41 بعد أن اوصدَ ليغانيس مناطقه طيلة الشّوط الأول حتى جاء الصّغير فاتي وقبل نهايته بقليل ليسجّل هدف التّقدّم الذي أذِنَ بفوز برشلونة بهدفين نظيفين في عُموم المُباراة ككُل.
ولعلَّ كِلا المُدربين كانا سيئا الحظ لأستلامهِم فريق متوسّط عمر اللاعبين فيه 30 عام وهذا بالتأكيد شيئ يؤرق اي مُدرّب باحث عن المُداورة بين اللاعبين .. لكن ايضًا هذا لا يعني ان نبرّر حجم السّوء والمُعاناة اللّذان أستنزفا كثيرًا من بريق برشلونة المعهود ليجرّدهُ من ألقاب عديدة تحديدًا في آخر ثلاثة مواسم حيث انَّ أختيار التّشكيل الأنسب والدّفع بالبُدلاء الأفضل تِبعًا لسيناريو كل مُباراة هُما خاصيتان أفتقدهُما كِلا المدربيْن ليَغرقا ويُغرقا معهُما الفريق بأكمله.
وحتى نكُن مُنصفين يجب الا نضع اللّوم كُلّه على الأجهزة الفنّية التي تناوبت على قيادة برشلونة في المواسم الثّلاث الأخيرة بكونها هي فقط من آلت لكل هذا التّرهّل الحاصِل في المنظومة كاملةً فمن المؤكد ان إدارة برشلونة تُعنى بذلك ايضًا والتي كانت قد قصمت ظهر البعير متسببةً في وصول الفريق لهذا الحال عندما فشِلَت فشلًا ذريعًا في جُل الصّفقات التي أبرمتها مؤخرًا بكونِها لم تستطِع مُعظمها تقديم الأضافة المأمولة لأصاباتٍ قد المّت بالبعض منها وعدم تأقلم قد لازم البعض الآخر وهذا ما زادَ من سوء برشلونة سوءًا وكأنما برشلونة يُعيد لنا في الأذهان جلاكتيكوس ريال مدريد موسم 2005 الذي لم يقدّم الكثير رغم الزّخم في النّجوم والأسماء.