رغم محاولات نتنياهو الاتصال مع الملك الا ان جلالة الملك عبدالله الثاني كانت لدية امور كثيرة اهم بكثير من التحدث مع نتنياهو، حيث كان جلالة الملك القائد الاعلى يجلس مع نشامى الجيش العربي، يحدثهم عن معركه نوتردام واهميتها التاريخية والعسكرية، مبينا جلالته مكانة هذه المعركة في عقل ووجدان العقيدة العسكرية الاردنية، كما عند ابناء شعبنا الاردني الواحد الموحد حول راية الامة التي انطلقت من اجل تحريرها من الظلم والاستداد ومن اجل وحدتها والدفاع عنها وقضاياها المركزية .
هذا يأتي جراء محاولات نتنياهو الاستعراضية التي باتت تشكل عبئا على المنظومة الاممية كما على الحالة الاقليمية لما يتبعه من سياسات احادية استفزازية لم تراعِ حيالها المبادئ والاعراف السياسية والدبلوماسية، عند قيامه الاعلان عن حملات الضم والقضم بالقوة في اراضي الضفة الغربية، وهو ما اضفى على مناخات المنطقة حالة من السلبية التي باتت بحاجة الى ضبط ايقاع حكومته كما بعض الاحزاب العنصرية، فان للدول قواعد وأسسا ومناهج يجب ان يفهمها رجلات الدولة عندما يكونون في سدة القرار كما نتفهم تصريحات نتنياهو اثناء حملاته الانتخابية .
فعندما يرسل جلالة الملك رسالة، فهذا يعني ان هنالك تجاوزات قد اجتازت كل الخطوط الحمراء، وهذا ما بينه الالمان كما الفرنسيون من خلال مواقفهم الواضحة كما اكده الموقف الصريح للامم المتحدة التي اعتبرت تصريحات نتنياهو خارجة عن القانون الدولي، عندما حثت جميع الدول على رفض هذه التصريحات والتصرفات التي يقوم بها نتنياهو من اجل تثبيت حالة تصبح واقعا مفروضا ومرسوما، وانهاء قضية بالاذعان وبالقوة .
لقد انتصر الملك عبدالله الثاني للامة وقضيتها المركزية، وانتصر الاردن لصوت الحق علي حساب سوط القوة، برهن جلالة الملك واسع قدرته على احتواء الازمة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني المرابط على ارضه من اجل استقلاله وحريته، وهو الموقف الكبير الذي سطره جلالة الملك من اجل القانون الدولي ومن اجل السلم الاقليمي ومن اجل تعزيز مناخات السلام والعودة للمفاوضات من على ارضية قرارات الشرعية الدولية والحوارات البينية .
فان ثابت الاعتراف بالحقوق يشكل الباب الوحيد المؤدي الى تعزيز المناخات الطبيعية بين شعوب المنطقة، وهي الرسالة الملكية التي على نتنياهو ومركز القرار في تل ابيب ان يفهمها، فالبيت الابيض سيبقى بعيدا عن ضرورات العيش المشترك التي تحتم على الاطراف الراعية عدم المزاودة على الاطراف المشاركة في المواقف والبيان .