إنه لمن المؤسف أن أبتغي هذا الطريق لأتحدث عنه وانما هذا لبؤس كبير في عالم البشرية ..
ان يشاهد الفلاح الاردني عنوان هويته يحترق وهي الأرض المتجذرة من صلبه ، من قاع قلبه ، بعد أن حرث وزرع ورعى وسقى وانتظر ليغرق في حالة اليأس والقنوط بدلاً من غرقه في مشاهدة تفاصيل السنبلة التي تتراقص أنغامها مع أشعة الشمس لتزهر ثانية ، ليشاهد احتضارها ما بين دخان متصاعد ونار لظى تحرق ما بداخله من احلام ، لعلها أنانية الإنسان والطبيعة معاً ، بعد ذلك يقفز في داخلي مشهد هوليودي بعد أن يودع هذا الفلاح سنبلته الصغيرة ويصافحها ويحتضنها حتى يطلع عليها شمس أخرى ، فيجدها ماتت ليقول في نفسه ستخضر من جديد ، ليمر من أمامه رجال الاطفاء والدفاع المدني ليطفئوا حريق أحلامه تجده يقول أطفئوا نار قلبي ، فيرشق نفسه متذللاً بأسئلة لا جواب لها ، هل هناك مادة داعمة للحريق في محاصيلي ، ام الحرارة المرتفعة ، ام تعاملي الغير سوي مع سنابلي الصغيرة ، ام اهمالي ، ربما هي الطبيعة وكوارثها ! وربما الجزء المفقود من انسانية الإنسان ، أود لو أخاطبها وأجعلها ترفض مفاوضة الموت لكن من انا لأغتال روحها ، ربما هي طفلتي فدخانها يرفض أن يسافر ، فأتذكر مقولة لعلنا نولد أنانيين نجئ بالوجع لأمهاتنا ، بالثقل لأباءنا ، بالمناكفة لإخوتنا ، والحسرة لأنفسنا ..