تفوح الخُزامى يُسابقها عطر حبّات الهيل ونفحات الريحان وهي تشاغب تراب الأردنّ الأحمر وحبّات النّدى ، في صباح من صباحات الوطن الحبيب ، والذي يبدأ ربيعه ببراعم الذكريات ، وقصة الشعب الذي حفر الصخر منذ آلاف السنين ، في أرض يُروى غرسها بدماء من باركتهم السماء .
ولم يُخلف هذا الشعب وعده بحماية التاج والأرض ، فمن أدوم إلى مؤاب ، ومن عمّون إلى مهد الأنباط ، فعرين الهاشميين اليوم ، تمتد فصول الحكاية في وطني ، وقد سطّر تفاصيلها أبطال تعاهدوا على حمل السيف والخنجر ، وحاكوا حبكتها بالبارود والدّم ، وبيارق الوطن نسيج من السوسن غرسها ميشع في أرض مؤاب ، ورفعها الحارث الرابع على قمم البترا ، فسمعت كلّ الدنيا دويّ رصاصة الحق والعروبة التي استنهضت الهِمم فكانت بداية أخرى ... وظلّ الأردنيون على الوعد ، وظلّ الوطن مُسيّجاً بتيجان الهامات المرفوعة ، وعيون الأسود الرابضة خلف التلال ، وسطور الحكاية تُضيء نوراً في فجر كلّ يوم يعلو فيه البُنيان وتُداني إنجازاته الغيم .
فمن آذار الكرامة إلى آيار الاستقلال وإلى حزيران الثورة والعرش والجيش ؛ تمتد فصول الحكاية وسويداء القلب يسكنها ذلك العشق المطرّز بلون العَلَم لمن هم درع الوطن وفخره الأول ، وها هو حادي الركب جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ، لا زال يمضي على خُطى الأولين ، بقلب ثابت وعيون دافئة وقلب حليم ، يقرأ الماضي ويستشرف المستقبل ، وبيرق الوطن بين زنديه ، ونظرته تخترق الأفق ، حاثّاً الخُطى على طريق الإصرار والعزيمة ، والعرش في يقينه تكليف بسلامة وطن وأمان شعب .
وتبقى حكاية الوطن حكاية طويلة ، فهي حكاية تقاسم فيها المليك والشعب دور البطولة ، ولن تزال الستارة مرفوعة ، فالحكاية قديمة جديدة ، فكلّ عام والوطن والمليك والجيش يزهو وينعم بالخير والسلام .