بدأ البعض يطلق بالونات اختبار بقصد التمديد للحكومة والنواب، الا ان الشارع الاردني لا يستصيغ ذلك الطرح وينتظر بفارغ الصبر حل المجلس ورحيل الحكومة، لان المرحلة السابقة اثقلت كثيرا على المواطن ورفعت نسب الفقر والبطالة والمديونية وطعنت العدالة وعززت من حجم الفساد.
واعتقد ان النجاح الصحي الملموس في مواجهة كورونا يعزى لخلية الازمة اكثر منه للحكومة التي اخفقت في بعض الجوانب الاقتصادية، فهي لم تخفف عن المواطن بل مارست عليه فنون ومهارات تجارية، كتجارة الطاقة والغاز والكهرباء والمياه والنفط والضمان الاجتماعي والضرائب، وكان ظاهر تصريحاتها مثاليا يختلف عن باطنها.
ولكن المرحلة القادمة ستكون اشد خطرا على المواطن والوطن ،لذلك نحن بحاجه الى حكومة استثنائية ولرئيس قوي ومحايد لا يتأثر باي قطاع وقادر على اتخاذ القرارات الحاسمة، ويتابع تنفيذها بمهاره ،ولا اقول يحاسب الفاسدين ومن اساء استخدام السلطة سابقا، وانما يستطيع وقف الفساد الحالي باشكاله ، ووضع حدا له ويؤمن بالتغذية الراجعة وبمشاركة القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية في بناء القرارات السليمة ،وفي مقدمتها اجراء انتخابات نيابية نزيهة خالية من التزوير وشراء الاصوات.
ويفضل ان يكون الرئيس القادم من اعضاء هذه الحكومة لمعرفته التامة بخارطة الطريق لكورونا واسوارها ،على ان يكون شخصا امنيا ولديه خبرة واسعة وصارمة في صناعة القرارات المصيرية، وربما يكون سلامه حماد برغم اختلاف الكثيرين منا مع بعض سياساته هو الرجل الانسب للمرحلة القادمة مع اجراء بعض التحسينات والتعديلات على مواقفه من بعض القضايا الوطنية، فهو الاقدر على ضبط الوزراء والموظفين ومواجهتهم ونقلنا الى دولة تحترم القانون او تخاف منه ، ولعل كاريزما القيادة لديه هي الاوفر حظا في مواجهة المرحلة الصعبة المقبلة.
واتمنى ان نبتعد عن فيروسات الواسطات والتنفيعات السابقة، في تشكيل الحكومة القادمة وادارة ملف الانتخابات، فاي تكرار لبعض أولئك الوزراء والنواب ومن هم على شاكلتهم لن يكون احمدا لا بل سيعقد المشهد، ويدفع به نحو الاسوأ لان تشكيله فيها جينات تجارية ومحاسيب سيحكم عليها بالفشل المبكر ،لهذا اكرر نصحي بان نركز على الاستثمار بالقادة العسكريين والامنيين في هذه المرحلة ممن جربوا ونجحوا في مواقعهم ،وخير مثال لنا هو مدير الامن السابق فاضل الحمود الذي ينظر اليه الكثيرون بانه الرجل الملائم لوزارة الداخلية ،فهو من نقل جهاز الامن العام الى مرتبة متقدمة من خلال اهتمامه المباشر بالمواطن وبرجل الامن، وسعيه المتواصل لتحقيق العداله الى حد كبير لم نعتد عليه سابقا، داعيا مدير المخابرات الذي يمتلك بيضة القبان ان يمارس دوره الوطني العادل والنزيه اثناء تسمية الوزراء وادارة الانتخابات بعيدا عن الضغوطات وتبادل المصالح التي توشك على النيل من النهضة، وتقوض العدالة وتعزز منظومة الفساد في القطاعين العام والخاص فالعدالة والنزاهة هما اساس النهضة والتقدم والرفعه، اذا اردنا التقدم للامام بخطى واثقه وتبقى اجابة من سيقود الحكومة القادمة في ذهن صاحب القرار لحين الاعلان عنها.