التاريخ الصادق يقول... لقد رسخ الهاشميون بالأمة العربية الماجدة روح النضال والتحرر من التبعية والطغيان. وقد كان الحسين طالب وطنيا وشجاعا ومجازفا منذ الطفولة. واذكر حادثة رغم بساطتها إلا انها تدل على الوطنية المبكرة الراسخة للحسين منذ الطفولة. اذكر عام ١٩٤٧ اننا نحن زملاء الحسين الطالب بالدراسة بدون القاب. "زيد بن شاكر وزيد الرفاعي ومروان القاسم وعبد الرحيم ملحس وحمدي الطباع وسعيد معتوق وهاني حقي وميشيل حمارنة ومحمد بديوي ونديب علاوي ونصري جميعان وزياد منجو" داخل غرفة الصف في مدرسة المطران بجبل عمان واثناء "الفرصة الصباحية" نتبارى على اللوح الأسود الكبير (لأحسن خط عربي) وفجأة دخل مربي الصف المربي الكبير والأستاذ القدير الانسان جريس هلسه (والد معالي المهندس سامي هلسه) رحمه الله. وكان الطالب الحسين هو اخر من كتب على اللوح الأسود الكبير وبقيت الجملة الوطنية التي كتبها الطالب الحسين لاصقة على اللوح الأسود وواضحة للعيان وبالخط الكبير وهي (يسقط الاستعمار) حيث كان الاستعمار البريطاني الغاشم البغيض جاثما على الأردن والعراق واليمن وفلسطين والسعودية واما الاستعمار الفرنسي فكان جاثما على سوريا ولبنان " فسأل مربي الصف الأستاذ جريس هلسة من الذي كتب على اللوح؟ فساد الصمت بين الجميع وكأن شيئا لم يكن.. فسأل مرة اخرى وبصوتا عالٍ وبانفعال.. حينها نهض الطالب (الحسين) وقال أنا كتبت الجملة يا أستاذ.. فابتسم مربي الصف الأستاذ جريس هلسة وقال.. "خطك حلو يا حسين ولكن المعنى أحلى وأجمل وأسمى.." وصفق الطلاب للطالب الحسين وللمعلم الوطني الانسان.. وتمر الايام والسنون ويبقى (الاستعمار الاجنبي) جاثما على الأردن والبلدان العربية المجاورة.. وعندما تسلم الملك الهاشمي الشاب الحسين سلطاته الدستورية عام ١٩٥٣ كانت تترسخ بأعماق نفسه المشاعر الوطنية والقومية والتحررية السامية (بطرد الاستعمار البغيض الغاشم بدون رجعه وتحقيق سيادة الأردن العربي الهاشمي المناضل.. وفي الاول من شهر اذار عام ١٩٥٦ تحمل الملك الهاشمي الشاب مسؤوليته الوطنية والقومية وقام بخطوة وطنية قومية نادرة شجاعة جريئة غير مسبوقة. ترددت اصداؤها في جميع انحاء العالم عندما جازف بعرشه وضحى بحياته لتحقيق حلم الشعب الأردني المناضل المرابط الوفي بأسقاط الاستعمار البغيض بدون رجعه.. حيث عزل الجنرال البريطاني القوي (كلوب) وألغى المعاهدة البريطانية وعرب قيادة الجيش. ليكون الجيش العربي الباسل لكل العرب وسياج الوطن المنيع وحامي الوطن والاستقلال.