اختليت المساجد, المعابد, حافري المقابر في عطلة, موتى مجهولون, مقاهي فارغة, في زمن الكوفيد19, أغلقت الحمامات فصار العالم يلجأ للدوش المنزلي, و ذلك التزاما بالإجراءات الاحترازية و الوقائية, إلا أن هذا الاغلاق تسبب في تضرر أصحاب المقاولات الصغرى, أصحاب الحمامات, كما أن موزعي الحطب يشتكون من الأزمة و لم تتخذ الدولة قرارات لصالح هؤلاء الموزعين, ليظل سؤالنا الأبرز في إطار هذه السلسلة المقالية, متى ستعود الحياة إلى حياتها؟ و لماذا لم تتخذ الدولة إجراءات من أجل تعويض الأجراء ؟
عاملات و عمال الحمام من طيابات و كسالة, يعيشون انتكاسة كبيرة في هذه الآونة, هناك تعويض 1200 درهم, لكنه غير كافي لسد حاجيات, أجير يعاني الويل في حياته العامة, هناك أسرة تتكون من أربعة أسر, لا يعقل أننا في زمن الأزمة و هناك مهن صغيرة و هي فقط من أجل كسب قوت يومي, أغلب "الطيبات و الكسالة" يعيشون فقط لهدف واحد من أجل إنتاج رجل أو امرأة المستقبل الذين قد يفكون قيودهم من جبروت أصحاب المقاولات الذين يتجبرون أحيانا في مساعدة ضحايا عنف فيروس كورونا.
إن فيروس كورونا يعد من أعنف الأسلحة على الإطلاق في كل التاريخ, ها نحن ذا نعاني زمن النكسة و النكبة و الطاعون و الكوليرا, و غيرها من الأوبئة و الحروب, في ظرف أقل من 185 يوما, خسر العالم آلاف ملايير الدولارات, إلا أننا وفرنا طاقة طبيعية كنا نحتاج لتخزينها بالآلات.
هذه الانتكاسة التي يعيشها العالم جراء هذا الوباء الغير عادل, هي التي أظهرت لنا جميع أشكال التنمر, حكاما و أصحاب مقاولات.
ما يجنيه الحمام التقليدي من مداخل يومية كبيرة جدا, بالمقارنة مع الأجر اليومي للأجراء, و صاحب المقاولة يتنمر في التعامل مع هذا الأجير الضعيف.
يذللون النفس, لكسب قوت اليوم, يعرضون أنفسهم لأخطار كارثية على صحتهم, هناك من قد يكون مصاب بداء السيدا أو أمراض جلدية أو حساسية أو غيرها من الأمراض, تضحية الكسّال في سبيل حماية أطفاله و تربيتهم على الحسن و الجمال هي وقاية له و مضاد حيوي ضد الفقر من أجل الإثمار و الإزهار و عدم الإحساس بالإقهار.
إن حالة هؤلاء العاملين بهذا القطاع يعتبر تعذيبا لهم بل و الأكثر من ذلك أنهم كما قلت و سأكرر يتعرضون للاحتقار و الطغاة الذين لا يعيرون الانتباه و لا يتصرفون أبدا بإنسانية الإنسان و حيوية الحياة و مدنية المدينة.
لا بد من إيجاد حل يشفي الغليل في انتظار نهاية هذه الكارثة المصطنعة التي تجهل مصادره لحد الآن كل واحد من الشعب و الأمة يحلل حسب منطقه الخاص, إلا أن المؤمنين يقولون "قل ما يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"
الحمام عند الثقافة المغربية يكتسي قيمة كبيرة, بفقدانهم لهذه العادة الأسبوعية كالسوق و الموسم, جعلهم يغفلون جانب النظافة بعض الشيء, فالدولة مطالبة بتسجيل هؤلاء العمال بنظام التغطية الصحية و نظام استكمال النقط فقط من أجل إيجاد قوت يومي, حيث الكسّال و الطيابة يظلون في خدمة الغير إلى آخر في العمر و وضع استراتيجية من أجل تكريمهم و رد الاعتبار لهم نحن في القرن21.