و قد أوهمونا ..بأنا له محور يدور علينا.. نروح و نأتي متى ما نريد..ونمدح من بالوفا قد تحلى، و نلعن كل شيطان مريد، و نهجو الذي بالشرور أذانا، و أمعن في ظلمنا و أهانا.. وهذي الوسائل..كل الوسائل من تكنولوجيا و من تقنيات ملك يدينا..نسخرها في الحياة لتذليل صعب و بؤس طوانا.. ولكننا قد نسينا بأن لها ثمنا من هنانا ومن حبنا و هوانا..
تروج التفاهات و النذالات في شاشة.. وكل الذي ترتجيه عقل و قلب خواء بليد.. ومال مزيد
و قد أطفأت شعلة نور لقلب فريد..بظلمة جهل و خسة نفس، وحمق غدا الآن فكرا سديد..
ألا إن ما ظنناه يوما لنا..قيود أعدت لإذلالنا..
و عذر لإحكام قبضتهم على روحنا..
على ما تبقى لنا من بقايا حياة
..و إنا بوقت قصير قريب وجدنا ..بأن الذي كنا نظنه كونا.. بدا اليوم سجن أسير، و حقل تجارب فينا..
يدوسون فيه الكرامة ..يستلبون الذي كان يوما لنا عزة و مضاء.. لكي ينظروا هل لنا عنفوان..وهل لا يزال يشار لنا بالبنان..
فيا حسرة أين ما قد مضى..حين المبادئ كانت تشيع الحياة.. تحيي النفوس وتبني الأمم..فصرنا ..-ونحن نظن بأنا ملوك لأنفسنا- رقيقا لهم، و آلة هدم تطيح الذي قد بنته بذاك الزمان..بمعول فكر شريد..وقلب غدا كالجليد.
فحتى متى نحن في هوننا.. وفي رقنا كالعبيد..أما آن أن نحيي ما قد تداعى..و فينا كتاب رشيد و رب مجيد، ونور سرى بيننا.. من قديم الزمان إلى يومنا.. يشيع الأمل و يمحو الوجل..يبشرنا بقريب منير جديد.