قبل عقود من الزمن كان أفراد الأسرة الأردنيه يجلسون في أوقاتٍ معينة حول شاشات التليفزيونات ذات «الشبكه المعلقه على ماسورة مياه نصف إنش » انتظاراً لمشاهدة عددٍ من البرامج أو الأفلام الروائية أو المسلسلات العربية، وكانت في الغالب أفلاماً ومسلسلات مصرية، بالإضافة إلى الكثير من الأعمال الأردنيه الخالدة، مثل: برنامج «المناهل»، ومسلسل «حارة ابو عواد» ومسلسل «أم الكروم » ومسلسل «غريسه» ومسلسل الأطفال الشهير «عدنان ولينا » وغيرها
وما زلت أتذكر قبل نحو عقدين من الزمن جلوس كثير من الأسر والمشاهدين حول شاشة التليفزيون لمشاهدة المسلسل الدرامي المصري (عائلة الحاج متولي)، والسبب الذي جذب الكثيرين في الوطن العربي لمتابعته هو إبداع أبطال العمل وفي مقدمتهم الراحل (نور الشريف) ولكن العامل الأكثر جاذبية في المسلسل هو عرض قضية (تعدد الزوجات) في قالب درامي شائق وجذَّاب، وطرح فكرة (التعدد) بشكل إيجابي، بما لا يشوِّه الفكرة ويحاور من يقف ضدها على طول الخط!!
لقد صنع التليفزيون الأردني ببرامجه ومسلسلاته أيامنا ومشاعرنا ووجدانياتنا، ولا تزال قلوبنا تنبض حبّاً وشوقاً وحنيناً لذاك الزمن الجميل، وفي الحقيقة نريد خطوة رائعة من معالي وزير الإعلام الرائع الدكتور أمجد العضايله بأن ينشئ قناة اردنيه تحمل في طياتها كل شيء قديم يتيح للمشاهدين اليوم فرصة مشاهدة هذا التراث الرائع، والماضي الجميل؛ وفاءً لصُنَّاعه، وتذكيراً للأجيال الكبيرة نسبيّاً في العمر بماضيها الجميل وذكرياتها الحلوة التي عاشتها مع الأهل والأحباب، وهي فرصة عظيمة كذلك لنقدم هذا الإرث الكبير للأجيال الجديدة أجيال اليوتيوب، والفيس بوك وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة؛ لتعرف هذه الأجيال أننا نمتلك فنّاً أصيلاً وإعلاماً راقياً له زخمٌ عميق في نفوسنا ووجدانياتنا بما قدمه لنا من فكر وثقافة وفن وترفيه.
معالي الوزير أروى عطش قلوبنا للماضي الجميل فهل تروي قلوبنا من ظمأها التي اشتاقت لذلك الزمن الجميل لنرى حب الوطن في عيون ابو عواد و مرزوق وسمعه وبين ثنايا أسنان سينان وقلب عواد الفالح.. عد بنا إلى الماضي ارجوك يامعالي الوزير .