بعد ما نجح الاردن باجتياز مرحلة الحجر المنزلي والعزل الصحي، دخل الاردن في مرحلة التكيف والتأقلم، هذه المرحلة التي تعتبر اصعب من الأولي كونها تتعامل مع حركة المجتمع ونشاطاته، بينما كانت المرحلة الاولى تعتمد على قلة الحركة وتوقيف الانشطة.
ولان المجتمع الاردني هو المجتمع الاول عالميا الذي ينهي المرحلة الاولى ويدخل في اطار المرحلة الثانية، من دون وجود قراءة مسبقة او سابقة يمكنه من الاستفادة منها لبناء ذاتية حركته وترتيب اوراقه في منزلة التكيف والتأقلم، وفق ما كان مفترض ان يكون عليه الحال في الدروس السابقة، وهذا ما فرض عليه اجواء دخول قاعة الامتحان من دون كتب يمكن قراءاتها او مرجعيات يمكن الاستدلال فيها او حتى نماذج قريبة سبقت يمكنه الاعتماد عليها.
ومن على هذه الارضية تأتي صعوبة الاختبار وصعوبة المرحلة لا سيما والعالم يعول على الاردن بتقديم نموذج جديد في طريقة تأقلم المجتمع وتكيف انشطته، حتى يشكل النموذج الاردني عندها ذلك النموذج العالمي الذي بدوره سيشكل ايضا مرجعا امميا تستطيع به البشرية كما المنطقة للاستفادة من مضامينه والاستدلال من هدي تجربته وبما يمكن اعتباره النموذج الاردني في كيفية تعاطي مرجعية علمية وموضوعية لتأقلم المجتمعات تكيف أنشطتها مع وباء كورونا، الامر الذي يضيف على كاهل الدولة الاردنية اعباء كبيره تفرضها مقتضيات الحالة والاحمال الذاتية المشكلة.
من هنا تاتي صعوبة تنفيذ خطه عمل النموذج الاردني في التأقلم والتكيف، كونها تقوم على واقعية التجربة بالبرهان، والتي قد تصطدم بتصرف فردي هنا، او حركة تنمر هنالك، هذا اضافة الى اجواء المناخات الشعبية التي تطالب بالاسراع بتنفيذ وجبات الانفتاح من دون تجهيز للاشتراطات الاحترازية الضرورية، ووجود الادوات اللازمة للتعامل مع هذه المناخات الاستثنائية، فان لكل نموذج يراد تحريره ادوات لازمة لخصوصية عودته، وفلا يمكن اسقاط حالة عمومية على واقع الاجتماعي برمته، فما قد يصلح في دور العبادة قد لا يكون نافعا في الاجتماعات العامة، وما قد يثبت نجاعته في المطارات قد لا يكون مفيدا في المعابر الحدودية، فلكل منها نموذج ولكل منها عنوان واستدلال.
هذه العوامل التقنية والاحترازية في التعامل والظروف المحيطة التي تفرضها المناخات المعيشية وظروفها الاقتصادية، تجعل من بيت القرار يعيش تحت وطأة الصغط الشعبي ومطالباته والحالة الاقتصادية ومقتضايتها تشكل اجواء ضاغطة والتي مع الاسف تولد اخطاء نتيجة السرعة في تنفيذ آليات العمل والاستعجال في تقرير الحالات الميدانية، لكنها لن تعيدنا حكما الى الوراء لكنها ايضا لن تجعلنا قادرين على المتابعة على نفس الايقاع السابق.
فان مع كل لحظة توقف ستشملها اجراءات وقائية وسلامه صحية، وهو عمل خططي منظم وهذا ما يجعلنا واثقين كل الثقة بقدره الدولة الاردنية على تحقيق انجاز وطني ويشكل للانسانية مرجعا، حفظ الله الاردن واعز قيادته وحمى الانسانية من كل مكروه.