حملت الكلمة التي ألقاها جلالة الملك عبد الله الثاني في مؤتمر مكافحة الوباء، اهتماما دوليا واسعا لما تضمنته من جمل سياسية مباشرة، وعبارات خبرية حازمة، اضافة الى شمولها لتصورات منسجمة مع طبيعة الحراك العالمي الدائر ومآلاته المتوقعة، وكما بين جلالته في كلمته التي كانت عن بعد، ارضية العمل التي يمكنها من خدمة الاطار الناظم والأفضل للمنظومة الدولية القادمة.
ان اعتماد ايجابية العلاقات بين الدول لتكون هي الصيغة المشتركة ستشكل الارضية المناسبة للمناخات السائدة عندما تستثمر فيه المهارات والموارد عبر الاقطار لسد النقص في المعدات الطبية والتبادل المعرفي العلمي ليتمكن الجميع من الحصول على اللقاح الواقي ضمن مسارات عدالة التبادل التقنى التي تميز العلاقات الانسانية بين الدول وتؤكد على اهمية التعاون بدلا من التنافس، على ان يأتي ذلك ضمن قيم تشاركية متبادلة يقدم فيها الأردن أدواته للوقاية الشخصية مقابل الحصول على احتياجاته من المعدات الطبية اللازمة وهو ذلك التعاون القادر على بناء جسور مشتركة تسهم في خدمة شعار المرحلة الحالية سلامة الإنسان تأتي أولا.
وكما وبين جلالة الملك ان المنطقة لا تملك ترف الفشل لاسيما وهى تواجه أعباء اضافية اقتصادية ثقيلة نتيجة ظلال كورونا ومآلاتها، والتي قد تحمل إسقاطاتها أعباء جساما على حالات اللجوء الإنسانى والنزوح المجتمعي
التي لا بد للعالم ان يأخذها بعين الاعتبار، هذا اضافة الى تحديات تفضيها تنامي استشراء مناخات البطالة والعوز في ظل حاله الجمود الاقتصادي التي طالت العالم اجمع كما المنطقة والأردن.
والأردن واذ، يشارك الانسانية اجمع في هذا التحدي كبير الذي ثمثله حالة تمدد وباء كورنا، فان الاردن ليضع كامل طاقاته وخبراته الميدانية والتقنية التي اثبت نجاعتها في خدمة السلم الدولي، فلقد قدم الاردن نموذجه للبشرية جمعاء وبرهن من مدى قدرته على خطى الازمات. ان يضع كل ذلك في خدمة الانسانية وقيمها ورسالتها، لإيمانه المطلق بأهمية الشراكة البشرية في حفظ سلامة الإنسان وإعمار الأرض، حفظ الله الأردن واعز قيادته وحمى الانسانية من كل مكروه.