تحدثت بالجزء السابق عن كفاءة الطبيب الإنسان العميد الطبيب محمد الفايز ومهارته ودقته وكفاءته بين أقرانه من الأطباء وبشهادة من عمل معه رحمه الله وأنا اتناول حقيقة سيرة المرحوم انتابني شعوراً من الحزن والأسى عندما قرأت سيرته الطبيه وقصصه الخالده الإنسانيه التي لاتعد ولاتحصى مع مرضاه.
والسؤال هنا على لسان أحدهم قائلاً :
ماذا يفعل الطبيب عندما لا يستطيع المريض دفع ثمن العلاجات التي تنقذ حياته؟ هل يترك الطبيب المريض للموت، أم يقدم له كل العلاجات على نفقته الخاصة؟.
ينقل الراوي وهو طبيب عمل مع المرحوم رحمه الله ويقول:
انه لاحظ طفلا يبلغ في العاشرة من عمره ، يتجول في قسم الطوارئ في المستشفى فقرر أن يعرف ما هي مشكلته فلما اقترب منه وسأله لاحظ أنه كان قلقاً يحاول أن يتجنب أسئلته.
أخذه الطبيب رواي القصه إلى أحد المكاتب حيث رفع الطفل قميصه فظهرت ندبة على صدره كانت نتيجة لجراحة قلبية سابقة.
قال الطفل إنه يبحث عن الطبيب الذي أجرى تلك الجراحة له عندما كان رضيعاً. وسأل أين يمكنه العثور عليه.
يقول الطبيب اكتشفت أن الجراح المعني لم يعالج هذا الفتى مجاناً فحسب، بل دفع ايضا كل تكاليف الجراحة، وكان يزور منزل الطفل كل شهرين فيدفع إيجار منزل اسرته حاملا معه الطعام والملابس لعدة سنوات.
لم يكن الطفل يعلم أن هذا الجراح توفي قبل عام ونصف، ولذلك انهار بالبكاء عندما أخبرته.
في اليوم التالي بعد أن أخبرت بعض أصدقائي ما حدث. اتضح أنه على مدى العام ونصف العام الماضي، منذ أن توفي جراح القلب، جاء عدد من الاشخاص إلى المستشفى يسألون عنه! لأنه لم يكن فقط يسامح بثمن العمليات الجراحية التي يجريها لأولئك الذين لا يستطيعون الدفع، بل كان يساعد اسرهم حسب استطاعته.
انه طبيب الإنسانيه المغفور له بإذن الله تعالى محمد متعب الفايز، العميد في الخدمات الطبية الملكية، ومستشار الجراحة ورئيس قسم جراحة القلب الذي توفي عن عمر يناهز 52 عاما جرّاء نوبة قلبية.
تمتع المرحوم بسيرة ذاتية خالده معطره برائحة المسك
ولد المرحوم في معسكر الضباط بالزرقاء في 2/12/1960 حاصل على الثانويه العامه في الفرع العلمي عام 1978 بتقدير ممتاز
التحق بكلية الطب في الجامعه الأردنيه وتخرج منها في عام 1984
عين بالخدمات الطبيه الملكيه
حصل على شهادة البورد الأردني في الجراحه العامه 1989
حصل على شهادة الزمالة البريطانيه في الجراحه عام1995
عمل طبيباً جراحا في مستشفيات بريطانيا مابين عام 1995_1997
حصل على البورد الأردني في جراحة القلب والأوعية الدمويه عام 1997
عضو مؤسس في قسم جراحة القلب في مستشفى الملك عبدالله المؤسس عام 2003.
أسس مركز جراحة القلب في مستشفى الثوره في اليمن الشقيق وعمل مديراً للمركز من عام 2003 إلى عام 2006
أسس أول قسم لجراحة القلب في مستشفيات وزارة الصحة في مستشفى الأمير حمزه عام 2010
رئيسا لقسم جراحة القلب في الخدمات الطبية الملكية
مستشار للقلب وجراحته في عدة مستشفيات داخل الأردن
كان رحمه الله شخصًا مخلصا متواضعا يعمل خلف الأضواء ولا يسعى إلى الشهرة.
طاف على فقراء الحرم المكي اثناء أداء العمرة قبل وفاته بأشهر متصدقاً طالباً منهم الدعاء له بحسن الخاتمة.
يرحمه الله ويعوضنا بمثله.
وإذ أنني أعتذر بالنيابة عن قلمي بتقصيري عن كتابة المزيد عن حياته فقلمي بكى وتوقف مستسلما أمام هذه القامه الطبيه العظيمه فعلى روحه الطيبة الزكيه التحية والسلام.