الضيف العاقل هو الذي يحضر لديك بكامل وعيه وإرادته واختياره ويدخل في بيتك فيحتل مكانا ويشغل فضاء مما تملك ويقضي وقتا لديك، لكن مهما طال أو قصر ففي النهاية سوف يرحل فهو مجرد ((ضيف)) لاينتمي للمكان الذي نزل به لأنه آجلا أو عاجلا سوف يلمم أغراضه ويعود إلى المكان الذي ينتمي له.
والضيف العاقل الواعي المدرك لتصرفاته بهديها هو من يعلم بأن هذا المكان ليس له ويحاول قدر استطاعته أن يكون((محترما خفيف ظل)) وإن لايثقل دمه على مضيفه ويفكر دائما أن يتشكل وطبيعة المكان الذي يزوره أو يحل عليه ضيفاً فلا يفرض وجوده على أصحاب الدار ولايحاول ان يحقرهم أو يقلل من شأنهم وهو ضيف عليهم.
حقيقة لا أود الاستطراد في هذا المقام شرح آداب الضيافه والتزام الضيف بما يفرضه الذوق العام والأخلاق فكل ذلك من الأمور البديهيه ولكن للأسف لاحظنا بالاونة الأخيره من بعض من استضافهم الأردن واكرم مثواهم يقللون من ادبهم ويعتدون على مضيفهم فتجد أحدهم تارة يعتدي على رجل أمن وتارة أخرى يعتدي على موظف في وظيفته ضاربا بعرض الحائط القانون والعادات والتقاليد التي تحكم مجتمعنا متناسيا بأننا في دولة قانون.
ومن يرى في نفسه انه أخطأ المكان واكتشف بأن الأردن لاتناسبه فكرياً أو منطقياً أو عشائريا أو حتى عقائديا فعليه أن يخرج بسلامة الله ويتجه إلى المكان الذي يناسبه اوينتمي له أما إذا أراد البقاء فيجب عليه رغم أنفه أن يلتزم بالقانون اولا ثم بالعادات والتقاليد العشائرية السمحه الذي اعتاد عليها مجتمعنا الأردني.
نحن قادرون على رد الصاع بعشرة لكل مسئ ولكن السماحة الهاشمية علمتنا أن نتحمل ثقل دم الضيف مهما كان ... ولكن ليس الى درجة التطاول على بناتنا في أماكن عملهن فهذا التصرف مرفوض جملة وتفصيلا واثقين كل الثقه بقضائنا العادل .
وفي الختام ما نتمناه من الاحبة الضيوف العرب في اردن العرب ... ألا يذروا الرماد مرة أخرى لكي لا يتطاير الشرر الأردني ... حتى ولو على مستوى الاساءة للإصبع الصغير في الرجل اليسرى عند أي أردني أو أردنية ...
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك المفدى وقواتنا المسلحه الباسله والأجهزة الأمنيه.