هذا تصريحٌ من رئيس الوزراء البريطاني بورس يلتسن حول ضرورة تكاتف وانخراط كلُّ دول العالم في الوقوف في وجه فيروس كورونا الفتاك الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من بني البشر من مختلف الجنسيات، ويُتوقع أن يكون هناك موجه ثانية من هذا الفيروس الذي قد يَضربُ عالمنا مخلِّفاً المزيدَ من الضحايا وتاركاً خلفه ركوداً اقتصاياً كبيراً وآثاراً اجتماعية جمّة، ويعملُ على المزيد من شلِّ حركة سكان الكرة الأرضية.
" البشرية في مواجهة الفيروس"، جملة منسوبة لرئيس الوزراء بورس يلتسن تحمل أجمل معاني التعاون البيني في مواجهة التنافس والتناحر، فلربما فيروس كورونا اليوم يعلمنا أنَّ عالمَنا اليوم يتأثر ببعضه، وبأنه مترابط بكل جزئياته، وبأن خللاً في مكان ما في الكرة الأرضية له انعكاسات وتداعيات على العالم أجمع. ومن هنا يتطلب على دول العالم أجمع أن تفكر معاً وتتعاون معاً ليسير مركبُ البشرية بأمانٍ في منأى عن الأمراض والحروب والنزاعات المسلحة وانعدام الأمن والآمان.
ما أحرانا اليوم أن يجتمع رؤساء العالم ليبحثوا قضايا العالم على طاولةِ العملِ المشترك، فالعولمةُ على الأقل قد جعلت العلمَ والمعرفةَ في متناولِ جميعِ الناسِ عن طريقة الشبكة العنكبوتية، ودور القيادات العالمية اليوم هو تشجيع الكفاءات الفكرية والعلمية للإبداع والابتكار لما فيه خيرُ كلِّ سكان البشرية، لننعمَ بعولمةٍ ذاتَ مفهوم جديد كما في فكر جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، بحيث يستفيدُ الجميع لما فيه خيرُ كلِّ الشعوب وتقدُّمِها ومشاركتِها في جسد البشرية جمعاء.
بلا أدنى شك نتوق إلى اكتشاف أنجع علاج لفيروس الكورونا، لكننا نتوق بالأكثر إلى علاجِ تحدياتِ العصرِ من فقرٍ وجهلٍ ومرضٍ وبطالةٍ ولجوءٍ وتطرفٍ واحتلالٍ، تهدد كلُّها السلم العالمي وتعرِّضُه للخطر.
وفي مثل هذا التعاون يجب أنْ تَصبَّ كلُّ الجهود الدبلوماسية والسياسية والدينية والمجتمعية والفكرية والثقافية والأدبية. فأجملُ ما يبقى في الأرض هو القِيَمُ الإنسانيةُ النبيلةُ التي تقهقرَتْ بفعلِ سياساتٍ لم تراعِ حياةَ البشرِ بل عمدَتْ إلى المزيدَ من القوةِ والمالِ والثراء، فَدَفَعَتْ الإنسانيةُ الثمن!
"الإنسانية في مواجهة الفيروس،" هي حاجةٌ لكي تشتركَ كلُّ دولِ العالمِ في مواجهة ما يهددَ وجودَها ويَسلبَ قيمها، .. فعندما نفكر معاً، ونعمل معاً، حتماً سننجح معاً، ونستعيد قيمنا الإنسانية الضائعة وحقوقنا البشرية المسلوبة.