قبل بزوغ الشمس ومع اشراقة يوم جديد وبهمه عاليه ونشاط وسعاده ينطلق الفلاحون لحقول القمح والشعير وقد سبقتهم الأغاني والأهازي كم من طاقه إيجابيه يحملون خيوط شمس ذهبيه، نسمات الهواء العليل قطرات الندى التي ما إن تلمسها الشمس حتى تبدوا وكأنها تحفة كريستال يملئون صدورهم بالهواء النظيف وقلوبهم بحب الأرض والإنسان والمكان.
القلوب صافيه لا تعرف الا الحب والتضحيه والفكر صافي، هل نعتقد أن هناك في ذلك الزمن الجميل من يعاني اكتئاب
وهل من يعاني بكثرة معاناه هذه الأيام من أمراض مختلفه
لا بد أن الجسم سليم والفكر نظيف، المنجل بطل الموقف منجلي ومن جلاه راح لصايغ جلاه.
المنجل لمن لا يعرفه اداه يدويه بسيطه يستعملها الفلاح في حصاد القمح والشعير للحفاظ على يديه من الجروح بأقل نسبه وتساعد في سهولة وسرعه الحصاد وقد كان لها أهمية في كل بيوت الفلاحين في موسم الحصاد وقد كان لوجوده دلالات كثيره ما هو معنوي وما هو مادي
وبغض النظر عن أي مدلول لهذه الأداه البسيطه سابقا فقد تُركت ولم يعد لها وجود إلا في حدود ضيقه وهذا ما انعكس سلبيا ولمدى بعيد عندما كان المنجل سيد الموقف في الأعتماد على الذات في قمحنا الذي نأكل كانوا أسياد زمنهم فمن يعتمد على نفسه في غذائه ولا يعمتد على الغير هو بالتأكيد سيد.
كان الاعتماد كلي في إنتاج الطعام على ما يزرع وما يُصنع في البيوت واليوم إذا اغلقت المخابز يوم واحد وأُغلقت الحدود في وجهه الاستيراد لا بد وأن الجوع والمهانه هي مصيرنا
عندما كان الآباء والأجداد يتغنون بالمنجل كانت الحياه بسيطه وكانت مرهقه جسديا ولكنها كانت مصدر السعاده لهم
كان التآلف والتراحم هو سيد الموقف في العلاقات الاجتماعيه
وكان البطل أيضا هو المنجل الذي يجمع الأهل والجيران على قلب واحد لم يترك الجار جاره في موسم الحصاد بل كانو يتعاونوا جميعا في موسم الحصاد، يا لك من عظيم ايها المنجل فقد صنعت في نفوس الناس ما لم تستطيع صنعه كل المحاضرات وورش العمل والمؤتمرات في أهمية الاعتماد على الذات وايضا في التعاون والتكافل بين الناس وأوجدت السعاده الحقيقه لناس وبينها لناس، ترى هل سيعود المنجل يزين البيوت ويأخذ مكانه مهمه في المنازل كما كان
وهل سيعود لتعود الألفه والتكافل بين الناس، لا بد أن تعود ليعود الخير
وأن تمتلي ايدينا من اشواك الحقول وطينة الحقول
لنغرس وتزرع ونعود لناكل مما نزرع، ليعود الفرح كما كان ليتغنى الشباب كما تغنى الآباء والأجداد
بك منجلي ومن جلاه رايح لصايغ جلاه، وتعود الأهازيج التي كانت تُغنى لتخفف من التعب وتحفز الحصادين على السرعه في إنجاز اكبر كميه انجاز الاستعداد للأنتقال في مساعدة عائله أخرى ما أروع ان يكون التعب متعه.