الرسائل الضمنية(subliminal messages )هي رسائل تصل إلى حواسنا(السمع والبصر) دون أن يلتقطها الوعي،وهدفها التأثير.
إذا هي رسائل (سمعية أو بصرية) يلتقطها اللاوعي ويخزنها ليتم تحليلها في الدماغ دون أن تصل إلى وعي الإنسان.
ويتم الالتقاط اللاواعي للرسائل الخفية(الضمنية) عندما لا نعطي للدماغ وقتا كافيا لإدراك الرسالة بشكل واعي وبالتالي يتم إدراكها بشكل لاواعي وتترك أثرا على الأفكار والشعور والسلوك.
كأن ندرج صورة ليس لها صلة مع أحداث الفيلم (مثلا مشروب ما) بحيث أن المشاهد لا يستطيع أن ينتبه لذلك بصفة واعية لسرعة عرضها ،لكن يتم التقاطها بخلايا العين وتخزن في الدماغ الذي يعطيها معنى بعد تحليلها،وتصبح قابلة للتأثير على أفكار ومشاعر وسلوك المشاهد ،وذلك في المواقف التي تستدعي الرجوع اليها،والاستجابات التي تأتي من الذاكرة الضمنية تكون أقل توقعا وأقل سيطرة وتمكنا عند الإنسان.
وقد استخدمت الرسائل الضمنية (الخفية) في مجالات عديدة ومختلفة كالمجال السياسي للتأثير في الانتخابات ،وفي نشرات الأخبار وألعاب الفيديو وفي الإعلانات التجارية وفي مجال الإعلام والأفلام والمسلسلات المصورة،وفي الامور العقائدية والايدولوجية للتأثير على الأفراد والشعوب. ولقد استخدمت أيضا في الحروب كأن ترسل رسالة ضمنية إلى عدوك بأن يستسلم ويلقي السلاح بصوت غير مسموع ولكن يتم إدراكه عن طريق اللاوعي ويتم تخزينه في الدماغ ليصبح قادر على التأثير ،وبطبيعة الحال ليس الجميع عنده القابلية للتأثر بهذه الرسائل الضمنية،حيث يعتمد ذلك على مضمون هذه الرسالة وهل هي تتناسب مع أفكار ومعتقدات ومبادئ ذلك الفرد أم لا.ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن تأثير الرساله الضمنية التي يتم إدراكها عن طريق اللاوعي،لا تخلق في الإنسان مقاومة،لأن مقاومة الشيء لا تأتي في أغلب الأحيان إلا حين تكون في كامل وعيك وإرادتك.
وهذه الرسائل الضمنية (الخفية) بعد أن فعلت فعلتها في العالم الغربي ،هاهي قد بدأت تقطف ثمارها في عالمنا العربي وفي جميع مجالات الحياة.
لذلك علينا أن ننتبه إلى كل ما نراه أو نسمعه أو نقرأه في الإعلام الغربي وجزء كبير من الإعلام العربي التابع لهم. ومتابعة من نحن مسؤولون عنهم ومحاولة التأثير الإيجابي في مجتمعاتنا.
وعلى مستوى الدولة،العمل على إنشاء مراكز أبحاث ودراسات في الإعلام وجودته لتطوير إعلام عربي إسلامي مستقل يتناغم وخصوصية ثقافتنا وهويتنا وثوابتنا.
وأذكر هنا أن أحد الخلافات الرئيسه بين أمريكا والصين حاليا هو من يسيطر ويتحكم بشبكات الانترنت في العالم،لأن المسيطر والمتحكم بهذه الشبكه التي هي أكبر مصدر للرسائل الضمنية،سوف يكون الأقوى في المرحلة القادمة.