أضحى وباء كورونا, إحدى الأمراض التي اجتاحت العالم, فسرعة الانتشار التي أدت في مقتل أزيد من 200 ألف شخص, من بين أبرز الإجراءات التي اتخذتها الحكومات الدولية و معها المغرب إيقاف العملية التعلمية العادية و تعويضها بما بات يعرف ب"التعليم عن بعد", التي تعتبر شكل جديد من التعليم خصوصا في المغرب, إلا أن هذه الخطوة كان جزء منها ناجح, حيث بعض الأساتذة لا يراعون للمستوى المعيشي للتلاميذ بل هناك التلاميذ الذين لا يتوفرون نهائيا على هاتف ذكي, حيث كل أستاذ فرض على تلميذه منصة اجتماعية للتواصل خاصة, ليس هناك اتفاق نهائيا على موقع أو تطبيق واحد مما جعل بعض التلاميذ يملون الأمر, فكثرة الضغط على التلاميذ و الطلبة ولّدت الاحساس بالقنط جراء هذه الاجراءات المفتعلة التي قامت بها الحكومة لحماية نساء و رجال الغد.
تعد المنظومة التربوية في العالم النامي, الذي مازالت تطغى عليه طابع الامبريالية الاستعمارية الفكرية, فالتطبيقات التي يستخدمها جل الطلبة و التلاميذ فهي من صنع "الغرب" نحن نرفض بشكل قاطع ما وصلنا إليه من تحكم و تغلغل فكري و رقمي كذلك, حتى أصبح في ظل الوباء انشغال بعض المطورين في عالم التكنولوجيا لجعل هذه التطبيقات جزء من عملية التجسس على الشعوب النامية, فما تقوم به التطبيقات, هنالك جانب إيجابي ألا و هو توفير عملية تواصلية جيدة إلا أن هناك جانب أكثر خطورة و يتمثل في تجسس الحكومات الدولية و خاصة الدولة المطورة للتطبيق أو الموقع.
يعد الشاب المغربي أحد لبنات العمليات التنموية التي يعرفها وطنه و التي تبصم عليها دولته الجميلة, إلا أنه لا يجد فرصة من أجل التعبير عن رأيه حتى في العملية التعلمية, لأنه نظرا لفقره لا يتوفر على هاتف ذكي الذي سيمكنه من متابعة دروسه عن بعد ناهيك عن ثمن الشبكة المرتفع الذي أرهس جيوب المواطنين, فكان الشاب المغربي و مازال عرضة للتهور و بالتالي ضياع جيل كامل من الطاقات و الشباب الدارسين لعلوم حقة و للآداب.
إن جائحة كورونا, في استمرارها لنكاح العقول و الأدمغة, دولتين همهما التفوق الاقتصادي و بالتالي أداء الضريبة للكرة الأرضية بالكامل, كل هذه السياسات سببها "عاشقة الصبايا" (أمريكا) أو "الصين العظيمة" بالتالي فالدول التي كانت صاعدة و متقدمة بفضل هذه الدول تحطمت و على رأسها إيطاليا, ليظل العالم في زمن الكورونا مصيره المحتوم في يد دولة تم الاعتراف بها في بداية الأمر من طرف دولة "المملكة المغربية, حيث اعترف السلطان محمد الثالث بالولايات المتحدة الأمريكية سنة "1796" المغرب كما أعطى الثقة لهذه الدولة التي أصبحت كبيرة و بل هي الحاكمة في المصير الاقتصادي العالمي, يمكنه نزع هذه الثقة.
العلاقات المغربية الأمريكية هي جزء صغير من العلاقات التي يربطها المغرب مع مجموعة من الدول العظيمة, هذا موضوع ليس بالبعيد عن موضوعي و هو المنصات الرقمية التي استنزفت جيوب المغاربة و الشباب الذين يعيشون حاليا في مطبات لا هروب منها, بسبب هذا التعليم عن بعد الذي لم تتخذ خطة قبل نهج هذه السياسة, فكانت ارتجالية و عشوائية للحكومة المغربية, أمريكا و المغرب صديقين إلا أنها و بسبب هذا الوباء قد تضيع فرصة كبيرة لإعادة الثقة مجددا.