عالمُنا الجريحُ يحتاجُ شفاء. فعالمنا كَسِيْرٌ وجريح، وجراحاته كثيرة، وآخرها تسبَّبَ بها فيروس كورونا الذي اصاباته تجاوزت الثلاثة ملايين مصاب، وضحاياه فاقت المائتي ألف ضحية.
وعملية الشفاء ليست عملية سهلة وليست من غير ثمن، وإنما فيها جراح وآلام وأتعاب وسهر ومخاطر، وبغير ذلك فلا شفاء حقيقي وناجع. فلا بد تكبّدِ جراحات وآلام كثيرة يتحملها البعض لينعَمَ الآخرون بنعمة الشفاء والسلامة.
ولو رفعنا الستار اليوم عن عتبة المسرح لإكتشفنا الجند الكبير والهائل الذي يكّدُ ليل نهار لكي ينعم أردننا وكافة الأردنيين والمقيمين على أراضي مملكتنا الحبيبة بنعمة الشفاء التام من فتك فيروس كورونا. فالدولة الأردنية بكافة كوادرها الطبية والأمنية والعسكرية والوزارية وإدارة الطوارئ والأزمات تتحمل الأتعاب والأخطار والتضحيات، وكلُّ هذِهِ بمثابة جراحات نازفة لأجل تقديم نعمة السلامة والشفاء التي يستحقها المواطنون " بِجِلْدَتِه شُفِيْتُمْ". فكل شيء يمكن أن يعوّض إلا خسارة البشر كما يقول المثل " "بالمال ولا بالعيال"!
فباركَ الله بدولتنا الأردنية الهاشمية، وأقلُّ ما يقال كلمةُ شكرٍ وتقديرٍ وعرفانٍ لكلِّ من هم في الميدان بالسَّرَ والعَلن، فهم يتعبون لكي نستريح نحن، يضحُّون لكي ننجو نحن، يسهرون لكي ننام نحن، يعملون لكي ننعم بالسلامة والصحة.
ومن خلفِ كلِّ كواردنا الوطنية الأصيلة التي رفعت اسمَ الأردن عالمياً رغم شح الموارد وقلة الأمكانيات، ولكنها مع ذلك أثبت الأردن من جديد أنه قادر أن يتجاوز الأزمات، لا وبل يصدِّر للعالم معداتٍ طبيبة في ظل هذه الأزمة وطواقمَ طبيبة متخصصة لألمانيا ولأمريكا ولغيرها في العالم المتطور، نقدم من القلب بطاقة حبٍ ولاء إلى جلالة مليكنا المعظم عبد الله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين الأمير الحسين حفظهما الله على متابعهم وتوجيهاتهم السامية لإنجاح كل الجهود والمساعي لنحتفل قريباً بإذن الله بزوال هذه الغمة واطلاق مدافع الفرح والانتصار وعودة الحياة إلى نبضها من جديد.