اصبحت شمال افريقيا محطة السفر الى اوروبا لتجمعهم من مختلف دول القارة الأفريقية.
فيركبون قوارب الموت وحملوا ارواحهم علي اكتافهم وانطلقوا في رحلة المجهول الى العالم المثالي، عالم الاحلام الذي يتمنون ويتخيلون؛ كثيرين منهم وصلوا وصدموا بواقع مختلف عما كانوا يتخيلون ويحلمون من الحياة الورديه المثالية. والكثير ايضا ابتلعتهم امواج البحار دون رحمة، ابتلعتهم وقد تركوا ورائهم احلامهم الضائعة تائهه وتركوا املهم في حياة أفضل، حياة يبحثون فيها عن ابسط الحقوق.
لم تكن يوما رحلة قوارب الموت سهلة حتى على الذين حالفهم الحظ ووصلوا بسلام الى ارض الأحلام، مروا باسواء الظروف وشاهدوا الموت بأعينهم عدة مرات، مكثوا ليالي في ظلمات البحر بدون طعام وشراب، و تلحفوا البرد القارص وارتعشوا خوفا من ظلمة البحر المخيفه وتضرعوا لله كثيرا بأن تنتهي بهم رحلة المجهول؛ ولكنها كانت رحلة من المجهول الى مجهول اخر .