العقيد المتقاعد حسين المحارمة
أَستيقظ من نوم غير مريح رغم الفراش الوثير ،. بعينين شبه مغمضتين امد يدي الى حيث الهاتف الخلوي ، يلمع في وجهي فجأة مما يسبب ازعاجا اضافيا ،. ابدأ بتصّفح الأخبار ورسائل الاصدقاء. يا إلهي لقد انتقل فلان الى رحمة ربه.
فلان هو فارس من فرسان الوطن ورجل من رجالاته وصديق عزيز ورفيق درب وزميل سلاح. لا اعلم ان كان يعاني من اي أعراض مرضية مؤخرا. ورغم ان الوقت مبكر قليلا الا انني اهاتف صديقنا المشترك لأسأله عن الخبر المفجع. يبدو لي انتي أيقظت صديقي من نومه. صباح الخيرات لماذا لا تزال نائما.
تحتاج الى طابور رياضة صباحية او يقظة صباحية. يتمتم بكلمات غير مفهومه ثمّ أفاجئه بسؤالي. متى تحادثت مع فلان؟؟؟. يستشعر الخطر. يجيبني. لماذا. قل لي حصل شيء معه. تحادثت وإياه اول من امس حدثني عن خططه وبدا متفائلا وبصحة جيدة. قلت له. اقرأ على الفيس وأغلقت الهاتف. لم أشأ ان انقل له الخبر ٠٠٠٠٠ كيف يترجل الفرسان بهذه السرعة ؟؟ كيف تنتهي الحياة بلمح البصر.
نعلم ان الموت اقرب من حبل الوريد ولكننا دوما نتوقع انه بعيد عنّا ، وتنهال التعازي والمواساة والتي غالبا ما تكون صادقة. لقد رحل الشخص المعني ولذلك فهي صادقة وعندها نشعر بقيمة الفقيد ، نشعر بحرقة كلمات الاصدقاء وعلى القبر نشعر بحرقة دموعهم.
كم هو الموت قاس. مؤلم. موحش. لكن لا بدّ منه. هنيئا لمن يذكره الجميع بالخير فألسنة الناس اقلام الحق. هنيئا لمن كان مستعدا بعلاقته المتميزة مع ربه ومع الجميع. واسأل نفسي دوما. هل انا جاهز ؟؟؟؟؟؟