2025-06-05 - الخميس
منصة RYS تحتفل في الرمثا بعيد الجلوس الملكي بمشهد شبابي وطني مهيب nayrouz مبارك لــ ريما فنخير الزبن بمناسبة حصولها على درجة الماجستير nayrouz رئيس هيئة الأركان المشتركة يكرِّم أوائل بطولة سباق اختراق الضاحية 2025 nayrouz مبارك لــ الطيار محمد ماجد الزبن الإرادة الملكية السامية nayrouz الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للأسمدة تزور شركة البوتاس العربية...صور nayrouz وفيات الاردن ليوم الخميس الموافق 5-6-2025 nayrouz الإشاعة... أسلاك شائكة nayrouz في اليوم العالمي للمعارض 2025.. وفد الاتحاد العربي للمعارض يشارك في النسخة الثالثة عشرة لمعرض أفريقيا للتصنيع الغذائي nayrouz مدرسة الأمير هاشم للقوات الخاصة تحتفل بتخريج دورة الصاعقة التأسيسية المشتركة...صور nayrouz مدير إدارة مكافحة المخدرات ..يهنئ العميد أيمن الصرايرة وزملاءه بمناسبة الترفيع nayrouz المقدم الركن محمد أبو طبنجة مبارك الثقة الملكية السامية nayrouz الماجستير في (ذكاء الأعمال) للمهندس أكرم البطوش من جامعة العقبة للتكنلوجيا. nayrouz رفقًا بالأردن… وقطاعه الصحي" ظاهرة التسويق الصحي غير المنضبط تعدّى أثرها الأمنَ الصحي إلى الأمنِ الوطني" nayrouz تطور نوعي كبير.. الرئيس السوري أحمد الشرع يزور أمريكا في زيارة رسمية nayrouz الملازم اول مشاعل الزبن مبارك الثقة الملكية السامية nayrouz جامعة مؤتة تهنئ جلالة الملك بعيد الأضحى المبارك nayrouz الخطّابة الشهيرة ”أم سعود” تكشف عن أول ما يطلبه العرسان عند اختيار العروس nayrouz الحوري يكتب ..تعيين رؤساء البلديات والاعضاء بدلا من إجراء الانتخابات يرسم صورة المستقبل nayrouz المقدم محمد الفناطسة.. مبارك الثقة الملكية السامية nayrouz فريق "كلنا خلف قيادتنا الهاشمية" يشارك في تنظيم احتفال وطني في معان برعاية دولة الرفاعي nayrouz
وفيات الاردن ليوم الخميس الموافق 5-6-2025 nayrouz وفيات الاردن ليوم الاربعاء الموافق 4-6-2025 nayrouz وفاة الشاب محمد السعيد اثر حادث سير مؤسف nayrouz وفاة الدكتور عبدالرحيم أبو سويلم أستاذ اللغة الإنجليزية nayrouz شكر على تعاز من آل "خزنه كاتبي" nayrouz نعمان بدوي (ابو عزت) في ذمة الله nayrouz نافع سليمان عايد الغيالين الجبور في ذمة الله nayrouz وفاة العميد الركن عمر سعود المشاقبة " أبو عبدالله " nayrouz وفيات الاردن ليوم الثلاثاء الموافق 3-6-2025 nayrouz وفاة رائد جمارك محمد غسان المبيضين اثر نوبة قلبية مفاجئة nayrouz وفاة الحاج طه "مصطفى وهبي" التل شقيق الشهيد وصفي التل nayrouz عبد الكريم راشد راكان الدغمي " أبو محمد" في ذمة الله nayrouz التاجر الحاج ياسين الخليل "ابو خليل الزيتاوي" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الإثنين 2-6-2025 nayrouz رئيس بلدية الظليل ينعى والد الزميلة ناديا راجي مرعي nayrouz وفاة الشاب محمود علي عبدالرحمن الحياصات "ابو معاذ" nayrouz وفيات الأردن ليوم الأحد 1 حزيران 2025 nayrouz الطب الأردني يُنكس رايته.. الدكتور موفق خزنة كاتبي في ذمة الله nayrouz الشاب أسامة خالد شعلان في ذمة الله nayrouz مديرية أوقاف عمان الثالثة تنعى المؤذن محمد أحمد طلاق nayrouz

المعايعة يكتب أوجه الشبه والاختلاف بين فيروس كورونا و فيروس الإرهاب والفكر المتطرف على البشرية

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
بقلم : الدكتور محمد سلمان المعايعة. 


قد يبدو للبعض أن جائحة كورونا والإرهاب موضوعان مختلفان ولكن فيما يتعلق بمخاطرهما على البشريّة فهما عدوان في نفس الخندق، يفرضان مخاطرهم على البشرية جمعاء. فقد أصبحا يشكلاً ظاهرة وباء متنوعة المخاطر ومنتشره بين البشرية، فلهم أخطار جسيمه وتكلفة باهظة على الأرواح وعلى القطاعات الاقتصادية تستهدف المجتمعات والدول كافة دون استثناء فأضرارهم لا تميز بين عرق ولا لون ولا دين ولا مكانة إجتماعية ولا أصحاب رؤس أموال كبيرة أو صغيرة. فمخاطر فيروس كورونا والإرهاب والتطرف لهم آثار مدمرة على البشريّة والاقتصاد، وتأخير في التنمية والنهضة وفي كل القطاعات التي تحط رحالهم فيها، لكن ما هو الرابط بين جائحة فيروس كورونا وبين أثر التطرف والإرهاب على حياة وسلوك الناس؟ وما هو الدور المنوط بالمجتمعات المحلية لمنع بعض الأفراد من تبنِّي التطرف العنيف...
قد يكون من المناسب الإشارة لهذه الأخطار فيروس كورونا، والتطرف والإرهاب لاشتراكهم في هدف وأحد هو النيل من الحياه البشرية كلاً من زاويتهُ . فهناك بعضُ أوجه التشابه بينهم تستحق الاهتمام والإشارة إليها ، فخطورة عدوى فيروس كورونا والفكر المتطرف والإرهاب متشابهة من حيث تركيبتهم وطرقهم ، ولكنهم يختلفوا في حجم الضرر والتهديدات والقطاعات المتأثرة بأضراهم وبنسب متفاوتة لكن مخاطرهم مميته في كل الأحوال إن لم تتخذ الاحتياطات الوقائية اللازمة لتنحنب مخاطرهم .. فكورونا غيمة سامة خيمت على العالم وتطاير رذاذها فلم يستطيع أحد إستخدام أدوات وطوق النجاة للوصول بسلام إلى عتبات سلم النجاة رغم إمتلاك بعض الدول المتقدمة منها، الكثير من المجالات التكنولوجية الحديثة والمعرفة الطبية المتطورة في علم الفيروسات إلا أنها عجزت وعميت بصيرتها للوصول إلى قارب النجاه من هذا الوباء، فيأتي خطر فيروس كورونا مثل الخلايا الإرهابية النائمة لا تعرف أين يحط رحاله ليضرب بأدواته الفتاكة حيث أخذ يشكِّل خطرًا يهدد العالم ، ويعصف بالناس، وبالنظم السياسية والفكرية السائدة، ودول كبرى تهاوت امام كبرياء عظمتها وتفوقها العلمي والتكنولوجي والعسكري، لقد أظهر هذا الوباء أن الدول متساوية في الضعف أمام جبروت هذا الجنرال الذي لا يستأذن أحد لزيارته وزيارته قد تطول إن لم يكن هناك جدار صدّ ضده بما يحمله من وباء لا نعرف طرق معالجته. وكشف كذلك عن عيوب الأنظمة الصحية وخوف البشرية منه أهم ما يميزانه عن غيره، ولهذا سوف تكون سجلاته مليئة بالأحداث والقصص والروايات لكل شعب ودولة ومجتمع في هذه الكرة الأرضية من هذا الخطر الذي سبب الرعب للجميع سواء في الدول الغنية التي لديها كل الإمكانات، والدول الفقيرة ذات الإمكانات المتواضعة. 
لذلك نرى من المفيد تسليط الضوء على أوجهِ التشابه والاختلاف بينه وبين الإرهاب والتطرف ، ذلك الخوفُ الكبير الذي تُبتلى به الشعوب في هذا الزمان سواء كان ذلك من مخاطر الوباء أو آثار الإرهاب والتطرف على حياة البشر أو ما يحدث من انحرافات سلوكية سيئة في سلوكيات بعض الناس تؤدي إلى زعزعت الاستقرار والأمن في المجتمع . فالوباء خطرٌ داهمٌ يخشاه البشر جميعاً، فهو لا يفرق بين كبير وصغير ولا غني وفقير، بل يجتاح العالم ويغير توازناته وقواه المتصارعة في جميع المجالات، لأنه بكل بساطة يستهدف الإنسان في صحته وفي حياته؛ بالمرض والموت..لذلك لا بد من القاء الضوء على على وجه الشبه من باب إظهار قوة المخاطر على النفس البشرية والاقتصاد الذي يعتبر تعافية استمراراً للحياة البشرية، فالتعافي المالي والتعافي الصحي مكملاً لبعضهما البعض . 
فهناك عواقب مُدمرة وزلزال من الاضطرابات بسبب كورونا الذي أحدث أزمة صحية وزلزال اجتماعي واقتصادي
 وسياسي واضطراب في العلاقات الدولية الكل أصبح منطوي على نفسه لمواجهة هذا الوباء، والذي سيكون له تأثير قوي على البلدان المنكوبة بسبب النزاعات التي تحتاج إلى دعم عاجل لكبح انتشار جائحة كورونا وتجنب أثاره الاقتصادية والاجتماعية المدمرة وهناك أيضا تهديدات متنوعة ، منها التفشي المحتمل للفيروس على نطاق أوسع في مناطق النزاع وبوادر الاضطراب الاجتماعي-الاقتصادي الذي يلوح في الأفق وقد تسفر الأزمات عن عواقب إنسانية وخيمة يصعب معالجتها مرة واحدة . أما تأثيره على على الاقتصاد فتظهر حالة التوقف عن الإنتاج والحركة بين الدول التي يظهر فيها بأن مستويات ومؤشرات السوق مرتعشة تحت وطأة تزايد مؤشرات تدني مستوى التبادل التجاري وتوقف حركة التنقل في المعابر الحدودية والمواني والمطارات في العالم بما أصابه من شلل واضح في كافة مناحي الحياة المختلفة. فكما نرى أن فيروس كورونا يطور بصمته في كل دولة يحط بها فيأخد هذا الوباء يفرض شروطه على السياسة والاقتصاد، وهو يغرق بعض مجالات الاقتصاد، حيث أحدث صدمة للعقل والضمير البشري لأنه أخذ يحصدُ الكثير من أرواح الناس في جميع أنحاء العالم، محدثًا ارتباكاتٍ في المجتمع والاقتصاد والسياسة، وتغييرات جذرية في حياة الشعوب جميعًا، ونرى اليوم موجة جديدة أثناء تمدد هذا الفيروس بإغلاق الحدود مما أسفر عن الكثير من الانهيارات الاقتصادية والتي ستجعل الناس يبدأون التفكير بأنفسهم أولا بعيدا عن الآخرين بسبب خطورته الشديدة هذه ، فأنه من المتوقع أن ترقى حالةُ الخوفِ منه إلى مستوى أعلى من خوفِ الإرهاب وربما تحل محله في كثر من الجوانب. 
وعن أوجه التشابه بين هذين الخطرين أيضا، الإرهاب، وفيروس كورونا، فأن بعضُ أوجه التشابه في الخطورة تستحق الاهتمام من الباحثين، لشدة آثارهما على الأرواح وعلى الاقتصادي والتنمية ، فعدوى الفيروس أصبحت عبارات متكررة في الخطاب الرسمي للدول حول مخاطرة ومخاطر الإرهاب العالمي فالإرهاب وكورونا لهما مخاطر لا إرادية، وكلاهما في الأساس يمثلان تهديداتٍ عالية على النفس البشرية، فكلاهما يشكِّلان تهديداتٍ أمنية غيرِ تقليدية وفي كثير من الأحيان يقارنان بالحروب، وذلك انطلاقًا من شدَّة خطورة كلٍّ منهما مع أنهما على عكسِ الحروب التقليدية، وليسا تهديداتٍ عسكرية تستخدمها الدول ضد الدول الأخرى .كذلك فأنهما يعدان تهديدات وبائيّة عابرة للحدود الوطنية تتجاهل حدود الدول، فقد نشأ وباء كورونا في الصين، ولكنه انتشر الآن في جميعِ أنحاء العالم، وبالتالي أصبح وباء عالمياً . وبمجرد أن يصل إلى دول أخرى، يمكن اعتباره نوعًا من التهديد المحلي. فهذا الوباء لا يختار ضحاياه، بل إنه أكثر من مجرد إرهابٍ عشوائي، فيمكن أن يكون كورونا أكثر فتكًا في البشرية من أثار الإرهاب. وفقًا للبيانات الرسمية، تسبَّبت كورونا ، في غضونِ أسابيع قليلة، في إيقاع عددٍ أكبر من الوفَيَات من أحداث 11 سبتمبر، الهجوم الإرهابي الأكثر كارثية في التاريخ فبعد تفجيرات أيلول في نيويورك العام 2001 ارتفع تحدي الإرهاب ليصبح الأكثر إلحاحا على مستوى العالم، ففي كلا التهديدين، فإن سمةَ المراوغة والمفاجأة تغذِّي الخوف منهما، فالإرهاب يقوم على السرية، أما الفيروس فهو غير مرئي بالعين المجردة، وغامض ويثير الخوف، فالتهديدان لا يثيران الخوفَ فحسب، بل عدم الثقة بين الناس إما بسبب سرعة العدوى بين الناس.. ، فقد أثبت هذا الوباء أنه قادرٌ على تغيير العالم بشكل سريع؛ فعقودٌ من الانفتاح العالمي وتطور وسائل المواصلات توقفت واصابها الشلل الرباعي، فتوقف الاقتصاد أخطر من فيروس كورونا لأن مقاومته والبحث عن علاج له مكلفه ومعقد وبحاجة لوقت ومغامرة غامضة النتائج لذلك أخد الهلع يهز العالم ومخاوف كبرى تحيط بالدول النامية من هذا الفيروس المُرعب الذي ما زال يهدّد كل العالم والمجتمعات؛ والذي قاومته وحاربته كل الدول بكامل طاقاتها وأدواتها وما زالت آثاره منتشرة في بقاع الأرض لا أحد يعرف نهاية لهذة الجائحة وآثارها، فالعالم اليوم في قبضة فيروس كورونا وكما نرى كل الدول تقاوم ومازال الوباء في النمو حاصدا العديد من المصابين والوفيات ومخلفا وراءه أزمة إقتصادية فهو أسير ارهابه، ومن لا يدخل سجلاته أو يتعافى منه يبقى شاهدا على فداحة الخسائر التي المت بالبشرية جمعاء.
أما من حيث الاختلافات إذا نظرنا إلى أوجه الأختلاف فإن نطاق انتشار فيروس كورونا أكثر من أثار الإرهاب..فالاختلافات بينهما أكثر إثارة للاهتمام، فالإرهاب هو أحد ظواهر الاضطراب السياسي والاقتصادي في العصر الحديث لأنه أولاً يعبر عن نفسه، بحكم طبيعته، في شكل أعمال فردية وقد تستمر الأعمال الإرهابية أيامًا عدة، لا سيما عندما تشمل أخذ رهائن، وقد تتحد مع بعضها بعضًا وتظلُّ الحقيقة أن العنفَ الإرهابي ظاهرة منفصلة، في حين أن المرض المعدي لا يحدث في شكل أعمال فردية منفصلة، بل يحدث في شكل موجة من الانتشار السلس والمتواصل بين الناس. 
وغنيٌّ عن القول إن الفرق الأكثر وضوحًا بين الإرهاب ووباء كورونا هو أن الأول تهديد من صنع الإنسان، في حين أن الثاني من صنع الطبيعة رغم أن هناك جدلية بين المختصين في علم الأوبئة أين يكمن مصادر هذا الوباء، فلربما تستخدمة بعض الدول العظمى والكبرى كغرور في نفوذها وتنوع في استخدام قوتها من خلال الحرب البيولوجية في نشر الفيروس في بعض الدول المستهدفة في سياستها للضغط عليها وتقويضها اقتصاديا وللتخلص من مواقفها السياسية او الصراع السياسي-العسكري المسلح معها الذي دام طويلا وأصبح مكلفا لها…أو المساس باقتصادها عبر ضرب سياحتها. فالإرهاب يتخذ له استراتيجية سياسية، لها أغراضُها السياسية ووسائلها، فهي استراتيجية تولي اهتمامًا كبيرًا للعوامل النفسية: فالإرهابيون لا يستطيعون هزيمة عدوِّهم المتمثل في دوله معينة مباشرة في ساحة المعركة بالقوة الغاشمة، ومن ثم يحاولون كسر إرادتها ومقاومتها.  أما عن استراتيجية وباء كورونا فليس لديه أيّ استراتيجية ذات خطط وتمويل وداعية ودعم من دول معينة تستخدمة لفرض عقوبات أو لبسط نفوذها على دولة ما ، وليس فاعلًا استراتيجيًّا يُعدّل أفعاله، ويتكيفُ معها بناء على سلوك الخصوم. وعلى عكسِ الإرهاب، لا يمكنه أن يلعب دورًا في معركة رمزية. ولذلك، فإن الدول والوكالات الأخرى في المجتمع في وضعٍ يمكنها من إدارة الرقابة على ظهور وذيوع الجوانب الأكثر إثارة في التهديد، إذ بإمكانهم إخفاؤها، أو على الأقل، أن يقرِّروا بأنفسهم كم وتحت أي ظروف ينبغي السماحُ بظهورها للجماهير. 
والجديد في موضوع انتشار وباء كورونا جاء ليطرح تساؤلات جدية حول ما إذا كان ينبغي شمول الأمن الصحي العالمي في منظومة الأمن القومي بحيث يُخصص له موقع مركزي ضمن اهتماماتها.
فقد صُنّفت الأوبئة العالمية على أنها تشكل خطورة من المقام الأول على أمن البلدان أي أنها مُنحت أولوية قصوى ولكن ذلك لم ينعكس على حجم الموارد المخصصة لمجابهة تهديد بهذه الخطورة ولا على الأسلوب الذي تعاملت به المنظومة الأمنية مع التهديدات الوبائية مقارنة بمصادر التهديد الثلاثة التي تتقاسم معها الأولوية؛ وهي الإرهاب والحروب والهجمات الإلكترونية، فقد أصبحت  قضية الإرهاب والتطرّف تشكل اليوم إحدى أبرز المعضلات التي تواجه الدول على اختلافها، ذلك أنّ الإرهاب لم يعد ظاهرة مجرّدة ومنعزلة، بل أضحى مشكلة تستهدف أمن المجتمعات كلّها وحياتها وسكينتها، وهو باب خطر لإشعال أنواع شتّى من الصراعات واستحضار أكثر المحطات التاريخية إيلامًا في الحضارة الإنسانية، ومواجهته تستدعي إجراء تغييرات في سلوك الأفراد والجماعات والدّول، والبيئات المنتجة للعنف وهذا يتطلب نوع من الأمن الفكري الذي يمثل حصانه للمجتمع  من الغلو والتطرف والانحرافات السلوكية....فالشباب يتعرضون لشحنات إيديولوجية قويه والبعض منهم يرغب من خلال هذه الزاوية السحرية بتطهير نفسة لذلك لا بد من تثقيف الشباب وتحصينهم ضد التطرف الفكري والديني في كل الحضارات والمجتمعات، فهو لا يقتصر وجوده على حضارة معينة، وكذلك لا يمكن ربطه بدين معين، أو عقيدة بذاتها، ففكرة قبول الآخر والاعتراف بالمساواة بين البشر التي تضمنتها كل الرسالات السماوية والقوانين هي أساس التعايش السلمي الذي يدفع نحو العمل من أجل تقدم المجتمع الإنساني كله.
أما من حيث المواجهة والوقاية والتحصين من أثار كورونا والإرهاب فأنه ينبغي على الدولِ اتخاذُ قراراتٍ بالغة الأهمية،
وبشكلٍ سريع في ظروفٍ غير متوقعة لكي نحمي أرواحنا من مخاطر فيروس كورونا ونحارب اثارالتطرف والإرهاب أيضاً. 
تأتي الوقاية والحماية من فيروس كورونا ضمن صراع البقاء في إيجاد اللقاح الناجح والفعال في القضاء أثار هذا المرض المدمر.... فمعركتنا مع هذا الوباء لمكافحته هي معركة وعي وعزم والتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وتعزيز هو الجهاز المناعي بالدرجة الأولى فخلال آلاف السنين التي لم تكن اللقاحات معروفة فيها، فقداعتمد الإنسان على قدرات جهازه المناعي الذي نجح نجاحا باهرا
وعلينا التصدي لهما بكل الوسائل، ويجب تحصين المجتمع بأدوات الوقاية والحماية والتحصين من أثارهما المدمرة.. 
كما أن هناك تطرف فكري قد يؤدي إلى ممارسة الإرهاب نتيجة لتشوهات الفكرية تجاه الآخر مما سيأثر على حياة الناس ويعرض حياتهم للخطر، لذلك لا بد من مواجهة التطرف والعنف باستخدام الأدوات المناسبة للتصدي للمفاهيم أو الأفعال ذات الصلة بالتطرف والإرهاب. فكما أن فيروس كورونا بحاجة إلى لقاح ناجح للوقاية من آثاره القاتله كذلك فأن الفكر المتطرف بحاجه إلى أمن فكري يمنع الانحرافات السلوكية لدى الشباب في ممارسة الأعمال الإرهابية نتيجة اعتقادات دينية أو مذهبية أو إيديولوجيات خاطئة دفعتهم للانخراط في الأعمال الإرهابية، لذلك لا بد من وجود فكر معتدل يدخض مثل هذه الانحرافات بتعقيم الحياة السياسية لهؤلاء من فيروس الطائفية والعنصرية أيضاً فالفكر المتطرف بحاجة لفكر واعي ناضح لما يحدث من تشوهات فكرية ، ووعي المجتمع من خلال الدور الفاعل الذي تقوم به المؤسسات التعليمية، رهانًا منها على أن المعركة الفكرية سينتصر فيها المتسلح بدين إسلامي وسطي معتدل ووطني مؤمن بوحدة وطنه وريادته العالمية، معتز بهويته وقيمه وعاداته العربية الأصيلة، ومؤمن بالقيم الإنسانية التي هي رسالة الأديان السماوية فلم تأتي لتكون أدوات للتطرف والإرهاب ، بل جاءت لتكون رمزاً للسلام والإنسانية والمحبة ولتكون درعًا حصينًا في مواجهة الفكر المتطرف الذي يتعارض مع تعاليمها الإنسانية. 
أما من حيث أزمة كورونا قد تُعطي وعياً لنا بأن نركز على الجانب الإيجابي والمشرق فيها لأنه بعد تحدي كورونا وانتشاره على نطاق واسع ، فسيكون لانتشار هذا الوباء عبر الحدود الأهمية القصوى على أجندات الدول الداخلية والخارجية لكي تستمر الحياة الطبيعية مع تواصل العمل والإنجاز مع الأخذ بالاحتياطات الوقائية اللازمة لاستمراية الحياة بشكلها الطبيعي. 

أن إحدى نتائج انتشار فيروس كورونا هو تراجع الإرهاب نسبياً حول العالم حيث تشير بعض الاستطلاعات ، بأنه سيكون هناك بعض التراجع في الإرهاب بسبب كورونا هو تراجع مؤقت، والقادم ربما سيكون أخطر وأعمق، ويحمل تحديات أكبر في مواجهة الإرهاب والتنظيمات بأنواعها، وأنّ هذا الوباء سيمنح الميليشيات والتنظيمات فرصة لإعادة تنظيم صفوفها وترتيب أوراقها، والتخطيط لمراحل مقبلة في كيفية بث سمومها في العالم ويأتي هذا التراجع المؤقت لأن معظم الدول المغذية لمصادر الإرهاب مشغولة بالوباء وكيفية محاصرته، وبالتالي قد يكون أجهزة الدول قلّ تركيزها على هذه التنظيمات، لأن صحة المواطنين تعد أولوية، لكن التخوف سيكون في الفترة المقبلة أي ما بعد أزمة كورونا خصوصاً أننا سنشهد تراجعاً وركوداً في الحالة الاقتصادية، وهذا بدوره سيؤثر على الحالة الاجتماعية ويعمل على نمو التطرف وخوفا من إن يقع هذا الفيروس بيد الجماعات الإرهابية وتستخدم لحرب بيولوجية مدمرة على المناطق التي تسيطر عليها . وبالتالي سيكون هناك أثر على نشاط الإرهاب والتنظيمات، ربما بعد انتهاء الجائحة يعود النشاط الإرهابي، لوجود عوامل بيئة توفر تربة خصبة للإرهاب له لمعاودت نشاطة من جديد؛ مع إن عوامل ضعف وتراجع التنظيمات الإرهابية ظهرت قبل كورونا، وجاءت الجائحة لتزيد تلك العوامل والصعوبات التي تواجه العناصر الإرهابية فكان هناك تراجع بنشاط الإرهابيين والعمليات الإرهابية وضعف شديد تعاني منه تلك التنظيمات، لاسيما في المنطقة العربية بعد ما تلقته من خسائر مفصلية، وبعد الفيروس كان هناك شبه توقف أو نشاط محدود لها.... أن عوامل ضعف تلك التنظيمات لا تزال مستمرة، لكنّ توقفها النسبي بعد أزمة كورونا يثير علامات استفهام وهذا يقود إلى التساؤل عن فيروس الإرهاب.. ماذا سيكون تأثيرة على العالم بعد كورونا !.
تراجع النشاط الإرهابي لكن الإرهاب باقٍ كفكر عصاباته في جحورها تنتظر، وأفكاره لا تتوقف عن نشر سمومها، وكراهيته للحياة تجمعه مع كورونا طريق واحد ضد البشرية كلها.فقد يتحول الوباء إلى ذريعة لإذكاء الكراهية ويكون له تأثير على العلاقات بين الدول وعلى استغلاله من قبل جماعات متطرفة في داخل المجتمعات لإحداث الانقسام فيها وضرب استقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأمنها، مستغلة عدم الاستقرار الإقليمي والدولي ، وانتشار والأوبئة والتحديات البيئية العابرة للحدود التي يمكن أن تكون حواضن لها. 

وخلاصة الحديث أن فيروس كورونا والإرهاب والفكر المتطرف يعتبروا وباء يضر بالإنسانية وما يدعم وجودها لأستمراية الحياة الطبيعية، فأن الحديث عن مخاطرهم يمثل فرصة للتذكير بمخاطر التطرف والإرهاب وما ينتج عنه من تهديد للسلم المجتمعي وما يترتب عليه من خسـائر فادحـة في الأرواح والممتلكات وآثاره السلبية نفسيا واجتماعيا، والتي امتدت إلى استهداف دور العبادة من مساجد وكنائس. وقد يكون وباء فيروس كورونا كذلك مؤشر قياس أداء سياسي واجتماعي واقتصادي وإنساني عالمي وقومي ووطني لإظهار مدى التعاون الإنساني بين الدول سواء على مستوى العالم أو المستوى الإقليمي والتي جاءت في حدودها الدنيا لعدم توفر لقاح ولوازم مكافحة هذا الوباء على مستوى العالم أجمع . كما أيقظ تفشي جائحة كورونا العالم حول أهمية مخاطر الأوبئة ، وعلى مرّ التاريخ البشري، فقد ضربت الأوبئة الحضارات والمجتمعات القديمة فدراسة الماضي لتاريخ هذه الأوبئة يعطينا درس في كيفية التعامل مع هذه الجائحة 
التي جاءت لتكون ظرف تحويل إجباري ينقل العالم إلى ظروف وفرص وتحديات مستقبلية جديدة حديثة لم نعتدها من قبل، على أمل بأن تكون المرحلة القادمة ذات فرص وايجابيات أرجح كفةً من تحدياتها وسلبياتها وأن تكون الخير الذي كرهناه كما قال جل وتعالى ( وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ).
كما عرفنا ان الارهاب لم يعد قضية عارضة او خاصة بمنطقة بعينها بل هي ظاهرة عالمية انتجها النظام الدولي, والقضاء على الارهابيين ليس الحل بل يجب الوقوف على اسباب لجوء البشر الى الارهاب وممارساته.

فالدّرس الأهم الذي يُمكن استِخلاصه بأن مواجهة كورونا والإرهاب والتطرف بحاجة لتعاون دولي يضع مخاطر هذه الآفات ضمن أولوياته لشدة خطورتهم على الحياة ،ومن هنا فالإرهاب يمكن محاربته بأقصر الطّرق للسّلام والاستِقرار في العالم من خلال تطبيق العدالة، والتّعايش، والحِوار، التّكافل  الدّولي، واحتِرام الكبير للصّغير، وحُقوقه المشروعة في العيش الكريم وعلى قدمِ المُساواة، وبعيدًا عن أشكال الاستِغلال والتّمييز العُنصري، والدّيني، والطّائفي، وكلّها تُشَكِّل هذة الطرق طوق نجاة في تجنب الإرهاب بجميع أنواعه. 
أما إذا نظرنا مخاطر فيروس كورونا فأننا نرى إنها تندرج ضمن الأسلحة البيولوجية، ، وكذلك الكيميائية تحت مُسمى أسلحة الدمارالشامل لكن الأكثر تميزًا هي الأسلحة البيولوجية وذلك لأنها أول أسلحة الدمار الشامل المستخدمة في الحروب، ولما تتميز به أيضًا من صِغر الحجم، وسهولة الحُصول عليها وسهولة استخدامها، وانتشارها السريع بالإضافة إلى قدرتها التدميرية الفتاكة والخوف من أن تقع هذه الأسلحة البيولوجية بين أيدي الجماعات الإرهابية وتتوسع في جرائمها الغير إنسانية 
فهذه المخاطر جميعها التي تعتبر عدو مشترك للبشرية بحاجه إلى جهد وتعاون وتضامن دولي للحد من انتشارها... منها من يعالج بالفكر وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.... ومنها من يعالج باكتشاف اللقاح اللازم والتوعية الوقائية... فكلهم بحاجه لسلاح التوعية لتجنب مخاطرهم على البشرية أجمع....؟