نجحت وزارة التربية والتعليم في ايجاد علاجات آنية ومهمة للمسالة التدريسية عندما استعاضت بتقنية التعلم عن بعد بدلا عن التعليم الوجاهي، مقدمة بذلك مشروعا منهجيا وأرضية خصبة للتطور التعليمي يمكن البناء عليها في تحديث المناهج التعليمية وفي عصرنة أساليب التدريس لتنسجم شكلا وموضوعا مع تسارع رتم وسائل التدريس وآليات الدراسة بحيث تقوم على إعادة تطوير تقنياته، لتواكب حركة التطور الكبيرة والمتسارعة في الوسائل التعليمية وتخصصاتها الفرعية محددة الحكومة بذلك مسارات التحديث وعناوين التطوير اضافة إلى التصورات اللازمة التي يمكن ايجادها في المواءمة بين مناهج التعليم التقليدي ومناهج التعلم المعرفي.
واذا كانت الحكومة قد نجحت بتغير المسار النمطي الذي كان سائدا ضمن آليات تقليدية متبعة، واستفادت من درجة تفهم العامة لظروف وباء كورونا وظلاله، باطلاق برنامجها الجديد، فان الحكومة مطالبة بالتقاط هذه اللحظات من اجل تطوير مسارات التعليم وآلياته، والبدء بإنتاج الفيديوهات التعليمية اضافة إلى دوسية المعلم، والشروع ببناء منصة تعليمية من خلال فيديوهات تعليمية معرفية اضافة إلى تقنين عدد ايام الدوام المدرسي والعمل بطريقه متصلة من اجل تغيير نمط الاختبارات للتواؤم مع أخرياتها من الامتحانات ضمن وسائل الاختبارات عن بعد ووسائل التكنولوجيا الحديثة.
ان العمل على وجود مشروع ريادي للتعليم والتعلم كان مطلبا ومازال وهذا ما بينه جلالة الملك في أوراقه النقاشية لذا فان الفرصة تبدو مواتية لايجاد مشروع نهضوي للتعليم والتعلم، يقوم على معالجة التحديات بشموليتها وعصرنه النظم الإدارية والانظمة الدراسية بكليتها، واطلاق رسالة جديدة للتعلم والتعليم، ننتقل فيها بتربية النشء من اطر فردية إلى منظومة جماعية، فان العمل الجماعي من اهم العناصر التي يمكن استهدافها وان يعالجها هذا المشروع للحد من حالة الفردية في العمل، حيث ان في تعزيز مناخات التعليم الجماعي ستشكل رافعة حقيقية للعمل التربوي وسيشكل ايضا اضافة حقيقية لرسالة البناء الوطني لذا فهي رسالة مهمة لاعادة انتاج طاقات معرفية جديدة للمجتمع.
من هنا تأتي اهمية التأكيد، على ان التوجيهي لهذا العام يأتي في ظروف استثنائية ومناهج عمل انتقالية، وهذا ما سيشكل صعوبة على الطالب وعلى المدرس معا، اضافة إلى الضغوط النفسية التي يتعرض لها الاهالي في كل عام جراء فوبيا التوجيهي، لذا فان العمل على تنظيم امتحان التوجيهي لهذا العام وهو عمل مقدر للحكومة لكونه يأتي في مصلحة الطالب لئلا يفقد سنة دراسية على ان يكون ضمن مناخات تأخذ بظروف الطلاب ومناخات المجتمع الذي مازال يقع في ظلال وباء كورونا، حمى الله الاردن واعز قيادته وحمى الإنسانية من كل مكروه.