كان الدفاع المدني يتعامل مع ما يعادل 1000 حالة يوميا قبل اندلاع أزمة كورونا.
وصل حجم التعامل اليومي إلى ما يعادل 9000 حالة منذ اندلاع الأزمة.
إنه ضغط هائل غير متوقع وصل إلى 900 %، قام بها جهاز الأمن العام ولم يتصدع أو يتضعضع.
لقد تم ذلك التحمل الصعب، بفضل تعاون كل قطاعات الأمن الوطني: الأمن العام والدرك الوطني والدفاع المدني، التي انضوت ثلاثتها وتوحدت تحت مظلة مركزية واحدة، كشفت التجربة المرة التي تمر بها بلادنا، أنها وحدة ضرورية. وان قرار الملك بتوحيدها كان قرارا حكيما صائبا.
لقد تم تسخير وتعاون مكونات الأمن العام الثلاثة، في هذه المحنة التي تجبهنا، فتم تقديم أكبر نفع وعون للبلاد.
وإليكم البشرى الطيبة والدلالة الصلبة على قوة بلادنا وجبروتها. فقد تم خلال الفترة من 15 آذار الماضي إلى 18 نيسان الحالي، التعامل مع 169177 حالة مرضية ومراجعات منها 14442 حالة غسيل كلى. وتم خلال تلك الفترة تطهير 161 منشأة ومنزلا تطهيرا بيولوجيا.
وتم صرف 26560 دواء شهريا.
وتعاملت العيادات الطبية المتنقلة مع 11553حالة طارئة في الفترة من 30 آذار الماضي حتى يوم أمس.
وضبط الأمن العام 16 ألف شخص. وحجز 7 آلاف مركبة منذ بداية الأزمة. وتلكم أعباء ضخمة تحملها جهاز الأمن العام بكل كفاءة.
هؤلاء هم رجال الوطن، وكبار البلد، الذين يطلعون من التجربة والمحنة والبلاء، أشد بهاءً ومضاءً وعطاءً.
يقول ابن خلدون: «الأوقات الصعبة تصنع رجالا أقوياء. والرجال الأقوياء يصنعون أوقات الرخاء.
أما أوقات الرخاء فتصنع رجالا ضعفاء. والرجال الضعفاء يصنعون أوقاتا صعبة. ثم تصنع هذه الأوقات الصعبة رجالاً أقوياء مرة أخرى» تلكم هي دورة حياة المجتمعات كما يحددها ابن خلدون.
ويعيب الرجالَ أنْ يتضعضعوا. ويشينهم أن يُضعضِعوا وأن تصطك ركبهم وأن تعتريهم وتصيبهم «رعيبة الإبل» حين تسطو عليها الذئاب والضباع.
قبل هذه الجائحة وبعدها، سأظل أقول وأردد، إن بلادنا عظيمة صلبة قوية.
ما الجديد؟
لم نكن يوما في رغد ورخاء. طيلة كل الزمن، كان هذا الحمى الأردني العربي في المعمعان والنيران.
ستدفع البلد رواتب شهر أيار 2020 وأيار 2030 وأيار 2090.