لقد اخطأ من نفخ الكاتب ماهر ابو طير واطلقه ليكون بالون إختبار لغاية في نفس يعقوب بتشخيص المشهد الحالي وتنبؤاته لما بعد جائحة كورونا .
قد ينطبق ما ذكره الكاتب على الدول الغربية و الولايات المتحدة الأمريكية ، لكثافة السكان بمئات الملايين و اعتمادهم في ميزانهم التجاري على الصين . حيث بلغ عجز الميزانية الأمريكية حتى الربع الأول من هذا العام 3.8 ترليون دولار!! و لا سبيل للمقارنة بين الأردن و بين هذه الدول بقياس مقدار الضرر لأن هناك فرق بين القتل و الجرح، فالقتل ينهي الحياة وأما الجرح فيقوي صاحبه بعد الشفاء بالدروس و العبر . لذلك إن الأردن و بقيادته الحكيمة المؤهلة بجدارة للحكم و الإدارة و التخطيط الاستراتيجي قادرة بإذن الله تعالى بأن تحول الأزمة إلى فرصة و بالتالي إعادة تحديد الأولويات الإقتصادية بحيث يكون للأردن دور فاعل و قيادي في التقدم و التطور في المنطقة على كافة المستويات . و هناك مثالا حيا و مباشر على الرؤية الإقتصادية العالية لجلالة الملك عندما انخفض سعر النفط ، وجه الحكومة فورا لشراء احتياجات المملكة من النفط لثلاث سنوات قادمة بعقود آجلة و سعر ثابت لا يتجاوز 30 دولار للبرميل شامل عمولات البنوك الدولية حيث يوفر الأردن 50% من الكلفة بهذه الطريقة! و هذا مثالا واحدا ناهيكم عن التوجيهات الملكية المستقبلية و التي سيكون مبدأها اغتنام الفرص المتاحة للمملكة الاردنية الهاشمية.
لذلك نحن متفائلون بالمستقبل ، ليس بناءا على معنوياتنا فحسب ، بل على حقائق و أحداث جعلت من الخارطة العالمية الجديدة لمصلحة الأردن بامتياز . و ذلك أن تلك الأزمة قد منحت الأردن فرصة ذهبية لتفعيل أهم ركن من أركان الإنتاج ألا وهو ركن الموارد البشرية و هو الإبداع بالتفكير و المهارات الشخصية و المهنية و إيجاد الحلول . فنحن متميزون به تاريخيا و كنا دائما نمثل العقل السياسي و الاقتصادي للشرق الأوسط ، و كان المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال يؤكد هذا المبدأ على مدى عقود بعبارة 'الإنسان أغلى ما نملك' و جاء جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه ليكمل الرسالة بتفاني و احتراف ملكي و إخلاص للدين و الوطن والشعب .
أرد على الكاتب الذي وصف المشهد بأن كل شئ يتغير الى الاسوء ، والناس يحبون الكلام الجميل فقط ويقصد " الأردنيين " ، وينشغلون بقصص فتح محلات قطع الاكسسوارات والقطايف ، في الوقت الذي تنهار فيه دول عظمى ،
ولا ادري كيف وقع كاتب مخضرم له تاريخه بهذه الحفره . ألا يعلم الكاتب ابوطير انه بهذه الفقرة نعت الناس بالأردن بالغباء ، وأرعبهم بتحذيره من ضغط الموارد وحالة الكساد ومشاكل الخزينة التي حسب قوله انه لا يتوفر فيها دينار واحد من رواتب شهر ايار على حسب وصفه .
ومن هنا أقولها ويرددها معي الشعب الأردني العظيم ، نحن أهل الأردن إن فرغت خزينة الدوله ملأناها من ثرواتنا الطبيعية وبالسواعد المخلصة ،،، وإن حاول اللقطاء جرها للانهيار لا قدر الله وضعنا أجسادنا جداراً تستند عليه الدولة .
وليعلم هؤلاء ان الأردن مازال بخير وسيبقى بإذن الله شامخاً بالعز ، بتكاتف أبناءه والتفافهم حول قيادته الهاشمية .
ولا بد ان يعلم ابو طير ومن هو على شاكلته ان الأقلام المخلصة التي تزرع الأمل في نفوس الناس هي التي لها قيمه هذه الأيام ، فبشروا ولا تنفروا يرحمكم الله .