انا لا أعتب على العرب الذين لا ينتمون إلى القطاع الطبي،ولكني أعتب على أولئك الذين ينتمون للقطاع الطبي والذين امتلأت صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي في الأمس بخبر اكتشاف امريكي لعلاج جديد (Remdesivir) لعلاج فايروس كورونا ،وهم يعلمون انه علاج قديم للفايروسات وقد استخدم لعلاج الايبولا،واستخدم في الصين منذ بداية هذه الازمه لعلاج فايروس كورونا.
وهذا ما حدث تماما مع علاج الملاريا(الكلوروكوين) الذي استخدم منذ بداية الأزمة في الصين،ولكن عندما أعلنت أمريكا وفرنسا عنه بعد ثلاثة أشهر من ذلك ،ضجت مواقع التواصل العربيه بالخبر ،وقد ذكرت ذلك في مقال سابق لي بعنوان "طبيب عربي" وتحدثت فيه عن التبعية الغربية والاستعمار الغربي لعقولنا وكيف لنا أن نحرر أوطاننا قبل أن نحرر عقولنا من الاستعمار الغربي.
انا لست كاتبا أديبا، ولكن في صدري الكثير من الأمور التي اعجز عن التعبير عنها ،لذلك استعنت بصديق لي في قسم الهندسه من لبنان الشقيقة يسكن معي حاليا في ايطاليا ،ليساعدني في التعبير عما يجول في صدري،فكتب هذه الكلمات القصيرة،ارجو قرائتها:
" في لعبة الميزان ،أعلم أن كفة الغرب كفيلة بأن تبقينا معلقين في الهواء ،فلا نطال القمر ولا نلتحم بالأرض.كثيرا ماأقف عاجز أمام خيانة الوقائع لي أثناء دفاعي عن الشرق في نقاشات "المفاضلة" ،فالعودة حاليا إلى "أطلال" الأسلاف تبدو مضحكة في وقت قد لا تسعفني فيه لغتي التي أحب على البحث عن معلومة تافهة،اليوم لا اجدني مهتم بالبحث عن أسباب ثقل البلدان التي نهلت من دمائنا ومواردنا، تماما كعدم رغبتي بتبرئة نفسي من تهم الدونية التي من السهل غرسها في نفوسنا منذ صغرنا، كما لم تعد تعنيني نقاشات"المفاضله" لأن الوان الحدود تبهت كل يوم.
وحده صديقي المنحاز إلى الغرب يعيدني إلى لعبة الميزان بعد الحين والاخر،فيضع في كفته موريسون والقيتار الالكتروني فيما أثقل كفتي بالعود وام كلثوم وغالبا ماتنتهي اللعبة باعتقاد كل منا بأن كفته هي الراجحة"
بالنسبة لي فاني لم اعد متأكدا، هل هي التبعية الغربية أم حرب شركات الادوية،وهل صحيح أن مركز الحسين للسرطان اوقف إستخدام علاج الكلوروكوين؟! مع أن نتائجه ممتازه.