لا أفهم حتى الآن أسباب التذمر من قبل الزملاء الأكاديميين اعتراضا على قرار مجلس الوزراء.
الذي ينص على اقتطاع / تبرع نسبة 10% من رواتب أعضاء الهيئة التدريسية. وكان قد أيد معظم المتذمرين قرار حظر التجول وإغلاق البلد في بداية الأزمة منعا لانتشار الوباء لما فيه من مصلحة الوطن وحماية للأرواح وللنظام الصحي.
وأنا على ثقة أننا نتفهم الوضع الصعب الذي تمر به ميزانية الدولة (ولا نستطيع مناقشة الأسباب في هذه المرحلة الحساسة)، ونتفهم أيضا التأثير الاقتصادي السلبي على الجميع وخصوصا على القطاع الخاص الذي سيعاني الأمرين أثناء وبعد انتهاء هذه الأزمة. وبالتأكيد يعي أصحاب العقول أن الحكومة ستبذل كل ما تستطيع لتتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه مما يحملها أعباءً مالية فوق طاقتها.
وأتذكر أن العديد من الزملاء في الجامعات الأردنية قد ساهموا طوعا بالتبرع فور استلامهم الدعوة من إداراتهم المختلفة. فما الذي حصل؟ ولماذا الاعتراض الآن؟ ومن الذي سيهب لمساعدة الوطن في محنته إن لم نبدأ نحن بذلك؟
هل نتوقع من الحكومة الأردنية أن تأخذ الأموال من الحسابات البنكية لأشخاص معينين؟ ألا نتفكر بالآثار السلبية طويلة الأمد على اقتصاد البلد إن اضطرت الحكومة لوضع اليد على الأملاك الخاصة؟
أنا شخصيا أؤيد قرار الحكومة وأتبرع بهذا الاقتطاع حتى نهاية العام وليس فقط لشهر واحد، لأني على ثقة أن ساعة الحقيقة قد دقت وعلينا جميعا أن نتكافل عمليا من أجل الوطن. فالوطن ليس شعارات وأغاني. فلا مجال الآن للتنظير أخواني الأعزاء ولكن للتعاون العملي من أجل حماية أردننا الغالي.