تستوقفني كثيراً وانا اتابع ما يجري في ربوع الوطن، آية كريمة في كتاب الله، خص بها الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، تجمع أسمى المعاني والخصال الحميده، وهي قوله تعالى "وإنك لعلى خُلقٍ عظيم" وقد كان خُلقه القرآن، فأكثر شيء في الحياة كلها يكون سبباً في نيل رضى الله ودخول الجنه هو حُسن الخلق، وأكمل المؤمنين ايماناً أحسنهم خُلقاً، فالبر هو حُسن الخلق، البر بالوالدين والبر بالأهل والانسان أياً كان، فكيف إذا كان في ظروف غير معهوده، يستشعر فيها الإنسان وهو يبذل دمه وروحه ووقته وجهده من أجل خدمة أخيه الانسان، يستشعر كل هذه المعاني والقيم النبيلة، ويحولها إلى سلوك يجسده في كل ما يقوم به من أجل الأهل والوطن وفي طاعة أولي الأمر،وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو يخالق الناس بالخلق الحسن، فما أجملها من صورة تتكامل فيها المعاني السامية للخلق الرفيع، وقيم الجندية ونواميسها، والكرامة والتربية الصالحة والايثار، وكلها سمات ترتقي بالإنسان إلى اسمى معاني الإنسانية المعززة بقيم الفروسية والشهامة، وعنفوان الرجال وأدبهم، وهذا الذي نتابعه ساعة بساعة ويوماً بيوم، ونتنسم عبيره ممزوجاً بالثرى الطهور ودم الشهداء، فتراه نوراً ساطعاً، وبلسماً شافياً، وسيفاً قاطعاً، إنها مدرسة الجندية الأردنية الجيش المصطفوي، التي صهرت كل هذه المعاني من الخلق العظيم والقيم السامية لتكون شعاراً وسلوكاً ودستوراً للشرف العسكري.
نعم إنك أيها الجندي، بجبينك الوضاء، ويدك البيضاء، وهامتك التي لا تنحني إلا لله، نعم إنك صاحب الخُلق الرفيع.