عندما يأذن الله بحرب منه لعباده في الارض مسّخراً أحد جنوده في الارض وقد يكون أصغرها وأحقرها، يحدث ذلك عندما يسود الظلم والفساد والترفّ والفسق في الارض وتكون هذه الحرب الأشدُ والأخطر فتكاً وتدميراً وإيلاماً من حروب البشر ضد البشر حينما تفلت زمام الأمور وتخرج عن السيطرة.
فعندما أُمر "فيروس كورونا" أحد جنود الله العظيم بالبدء بعملياته الكونية بدءاً من ساعة الصفر قبل عدة شهور صدرت الاوامر البشرية التصدي له وإعلان لمعركة الدفاع من خلال بث ونشر تعليمات صارمة ومشددة حرصا وحفاظاً على منظومات النظافة والتطهير والتعقيم والعزل والحظر من الخارج.
في الوقت ذاته لم نفكر قيد أُنمله في اصدار التعليمات لتحصين انفسنا من الداخل بشكل موازي ، فقبل انغماسنا بالتفكير والتخطيط بالحرص على نظافة أجسامنا من الخارج من الجراثيم الوبائية وكنا قد اهملنا وجوب حرصنا واهتمامنا أيضا بتطهير أرواحنا وانفسنا من الداخل من ظلمها لذاتها ومن ظلمها للناس وتجفيف منابع الظلم والفساد والفسق والخيانة وأكل أموال الناس بالباطل بشكل موازي فيها ضد كل مسبباب حربٍ أذن الله بها،بالرغم من عدم اعتبرنا واتعاظنا مما اهلك أمماً من قبل قد قصها الله علينا في محكم كتابه العظيم على رأسها قطع الارحام ، الحسد والسحر والشعوذه، اكل الربا، إخلاف الوعود، الافتراء والكذب على النفس وعلى الناس، العقوق للوالدين، أكل مال اليتيم، اكل ميراث الإناث، هتك الأعراض، قذف المحصنين والمحصنات، اهانة واذلال وضرب الزوجات، بُغض الجيران بعضهم بعضا، الغيبة والنميمة، واغتيال سمعة الناس، الرشوة، الواسطات والمحسوبيات الظالمة ،اليمين الكاذبة والغامسة، تجارة الغذا والدواء بظلم، تجارة المخدرات، ظلم بعض الحكام، ظلم بعض القضاة، تجارة الفسق والدعارة وتدمير منظومات الأخلاق خاصة عند الشباب، تزوير التاريخ وتدمير منظمات القيم والعادات والتقاليد الأصلية، تدمير منظمات التعليم وافسادها..
قال الله تعالى :وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (281)البقرة
نسأل الله لنا السلامة والعفو والعافيه والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة...