قلنا منذ بداية طاعون كورونا الذي ابتلينا به كما ابتلي العالم كله أن الوقت ليس وقت مناكفات و لا معارضة و انتقاد لأن درء الفاسد أولى من جلب المنافع ولأننا نعاني مما هو أكبر و اشد فلنترك ما هو اصغر و أخف و لكل مقام مقال و لكل زمان دولة و رجال ، و اثنينا على أداء الحكومة و بعض الوزراء الذين قاموا و يقومون بواجباتهم بلا كلل و لا ملل واثنينا على أطبائنا و ممرضينا و جنودنا و كل من ساهم و يساهم في دفع البلاء عنا و لكن هذا لا يمنع أن نبدا بفتح حوار هاديء و نقاش بناء لبعض ما نعتبره أخطاء و لما يجب ان نفعله ما بعد انقشاه كورونا و عودة الحياة الى مجاريها .
و الحياة لن تعود الى مجاريها السابقة لا عندنا و لا عند غيرنا فالعالم يتغير في هذه اللحظات و من لم يدرك بعد أن ما يحدث سنة الهية كونية عظيمة فهذا شأنه و لكن كل عاقل و كل خبير و كل حكيم يدرك تماما أن العالم لم يعد بعهدة الولايات المتحدة الأمريكية و لا بعهدة اسرائيل و لا اي قوة عظمى أخرى ، العالم اليوم بعهدة الله ، الله يا ناس الذي خلق الكون ، خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو الغفور العزيز" ، العالم يتغير و علينا أن نكون مهيئين لنمط جديد جدا من أنواع الحياة فيه تغيير كبير لمسارات النظام و القانون والعمل و العدالة .
سمعت لليث شبيلات مقطعا مصورا يبكي فيه على أحوالنا و ينتقد بعض التصرفات و الأخطاء و الهفوات و يسأل عن أحوال الفقراء و كيف في أحايين لا تريد الحكومة اي عمل خيري او اي جهد حسن ألا اذا كان مجيرا لها و لشعبيتها و لا تريد أن يبرز اسماء أردنيين محسنين و متصدقين وبل يجب ان يكون الثناء و الغناء و الرياء كله للحكومة ، و ليث شبيلات ليس مرضا حتى نتجنب الحديث عنه و لا لصا و لا كان يوما يحشو حقائب الأموال و يرسلها مع زوجته ليخزنها في بنوك الغرب ، ليث شبيلات نتفق معه و نختلف معه و من حق كل واحد فينا أن ينتهج الفكر و الرؤيا السياسية التي يريد مادام مخلصا للوطن إلا أن ليث له مواقف يجب ان نحترمه و نجله عليها ، شعرت بالألم و أنا أرى الرجل يغالب دموعه و يكبت مشاعره و يكاد يبكي قهرا و عجزا ، شعرت بالألم اكثر على وطن سرقع بعض رؤساءه و وزراءه و سفراءه و مدراءه ، آن الآوان للمنافقين و السحيجة و الأذناب و رواد ديوانيات العهر السياسي و قوواويق اللصوص و الديناصورات أن يستحوا فعذاب الله على الأبواب و نذر الخسف الذي لم يكونوا يؤمنوا به هاهو يقف أمامنا و الله.
ليث شبيلات قامة من قامات الوطن وعلى الدولة أن تعيد تقييم موقفها من الرجل و الدولة الحكيمة تعتز بمعارضيها أكثر مما تفتخر بالسحيجة الذي لا يتوقفون عن هز رؤوسهم ككلاب التابلو بالسيارة ، و بكل الأحوال فالحظة التاريخية التي نمر تفرض علينا ان نعيد فيها تقييم أوضاعنا و مسارات دولتنا ، لماذا دولة الرئيس و الحاكم العسكري و وزير الدفاع لا ينادي على اللصوص و السفلة الذين سرقوا ايام بحبوحتنا ، جماعات الكومسيون السياسي ن تريدون ان نذكركم بالماشاريع التي استغنى من ورائها سعد و سعيد و عمر و زيد و زعيط نطاط الحيط ، لم ننسى بعد مشاريع سكن كريم و الميناء و المطار و الإتصالات و الملكية للطيران و أمنية و برنامج التحول الإجتماعي و الإقتصادي و المنح النفطية ، تريدون ان نسي لكم ما لم يسمى وما لا تعرفون ، تريدون ان نتحدث عن الصفقات و السرقات و المافيات و تهريب الثريات و الذهب و المقتنيات ..
لن نفعل الآن لأننا في وقت حرج و لكن مالا يدرك كله لا يترك جله لماذا لا يستدعي دولة الرئيس كل أولئك و يجبرهم أن يدفعوا بعض ما سرقوه لدعم الوطن ، و أيضا نحن نحتاج الى عصف ذهني الآن خاصة و أننا قابعون في منازلنا و بعيدون عن خطابات النواب الرنانة نواب البزنس و العطاءات و اقعد يامواطن هذا مش شغلك نواب العطايا و الشيكات و المزارع و الأراضي و المقاولات ، اذا كنا نجحنا في ايصال السكر و الخضار الكترونيا أفلا نستطيع أن نتواصل فكريا و سياسيا الكترونيا ايضا.
ثم كل الذين نحسبهم محبين للوطن من كتاب المعارضة و سياسيي المعارضة و المهتمين بالشأن العام كفى تشرما و نرجسية و تعال على بعضنا البعض لماذا لا نبادر نحن و نحن ندعي أننا مع الوطن و للوطن الى فتح حوار سياسي وطني حقيقي بعيدا عن الخوف و النفاق و المعارضة الانانية التي تهدف للوصول الى وزارة او سفارة ، و نؤسس لصفحة على الفيس بوك او منتدى او ملتقى علنيا على ظهر الحيطان نناقش فيه المستجدات و لا نترك الساحة خالية للمحافل المختبئة في حارات عمان و جبالها تأكل الوطن و تنهشه أكثر مما نهشته,
هناك فرسانا و لا نزكي على الله أحدا ، نقرأ و نسمع لليث شبيلات و فؤاد البطاينة و معن القطامين و احمدحسن الزعبي و مروان الفاعوري و زكي بني ارشيد و مروان المعشر و أخرين كثيرون جدا و لا نهدف هنا لتعداد كتاب و مفكري المعارضة بل عرضنا نماذج لبعض المعروفين منهم ، الا ينبغي لهؤلاء ان يتحركوا و يفعلوا شيئا على الصعيد النظري و السياسي و التخطيط حتى يبرؤوا لأنفسهم أمام الله يوم غد.
مرة أخرى نقول ان الدولة الرشيدة تفتخر بالمعارضين أكثر من الموالين موالاة عمياء بل يجب ان تسمع لهم و لا تضيق عليهم و لا تحاصرهم حصارا أهم من حصار خصومنا و أعدائنا لنا.
يوم غد يوم عصيب و ما يمكن أن نفعله اليوم قد لا يتسع لا الوقت و لا المقام لفعله يوم غد فتزودوا من ممركم لمقاكم و استغفر الله لي ولكم