في هذه المحنة تذكرت قصة حي بن يقظان للفيلسوف العربي الاندلسي ابن طفيل وهي في الحقيقة قصة مثيرة بما فيها من خيال وفكر وفلسفة ومنطق اراد الفيلسوف ابن طفيل من خلالها ايصال رسائل هامة عديدة لكل رسالة مغزى ؟؟؟ومن ضمنها - ان الانسان يستطيع ان يصل من خلال العقل الى الحقيقة - والحقيقة في ظل الاوضاع الاستثنائية الطارئة التي يمر بها وطننا الحبيب تتمثل بالمثل الشعبي ما يحرث البلاد الا عجولها , وبقول الشاعر- لولا المواقف ما عرفت الرجاجيل والرجل يعرف بالشدايد والافعال .
وقد اضطررت للكتابة في هذا الموضوع لما نشاهده من مواقف سلبية لرجال كان البعض منهم في وقت الرخاء مسؤولين وساسة منظرين يخفض لهم البعض جناح الذل من الرحمة , ولكن ما ثبت حقيقة على ارض الواقع ان الرجال الذين كانوا في زمن الترف والرخاء و اقتنصوا الفرص وحصلوا على ماحصلوا عليه من القاب ومناصب واموال من خلال الولاء المزيف للوطن الذي كانوا يمارسونه بجدارة واقتدار ,ولا علاقة له بما تخفيه ضمائرهم التي هي بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع فهو ولاء المصلحة والمال وهم الذين يطلقون على انفسهم بانهم رجال السياسة اين هم الان الم يحن الوقت ليقدموا صدق انتمائهم وولائهم للوطن ولو بكلمة طيبة ام انه لاعلاقة لهم بالوطن وهمه ، فهم صم بكم في هذا الموقف , فهم فعلا رجال سياسة يريدون من الدولة ان تعمل لاجلهم ، وليسوا رجال دولة يريدون ان يعملوا من اجل الوطن .
اما الرجال الذين يطلق عليهم رجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال الذين امتلات البنوك بارصدتهم من خير هذا البلد وبنوا شركاتهم بجهد وعرق ابناء هذا الوطن فلم نسمع لهم موقفا بالتبرع لهذا الوطن بان يضحي ولو بجزء يسير من امواله المكدسة في البنوك الاجنبية كودائع الا ما ندر , بل ان ما سمعناه وشاهدناه حقيقة على ارض الواقع بدلا من الوقوف مع الوطن في هذه المحنة نجد ان البعض منهم وفي قطاعات مختلفة يهدد ويتوعد وعبر وسائل التواصل الاجتماعي بتسريح موظفيه وكأنهم مرتزقة وعالة عليه متناسين انهم ابناء الوطن الذين قدموا لهم خدمات جليلة ادت الى اكتنازهم للملايين والمليارات من الدنانير التي يتباهون بها واودعوها في البنوك الاجنبية , وظهر شعارهم المخفي على حقيقته وهو - ان المال اغلى من الوطن وصحة المواطن ؟فالوطن ايها الساسة ويا اصحاب الاموال ليس مناصب وكراسي وحرس وشرف , وكنوزمركونه , الوطن الامن والكرامة والامانة والشرف والتضحية والمواقف الرجولية في هذه المحنة. فاين الرجولة والشهامة الحقة بكل معانيها في هذه الظروف الاستثنائية الطارئة. نريد رجال دولة وليس رجال سياسه ومال .
حمى الله الأردن وطنا وملكا وشعبا من كل مكروه وادام الامن والامان.