قبل جائحه كورونا كنا ننتقل تدريجيا الى استخدام مواقع الانترنت في كل شؤون حياتنا، ولكن هل توقعنا ان نحظى بوقت فراغ كامل يجعلنا نشحن بطارية الهاتف المحمول من مرتين الى ثلاثة باليوم نتيجة استخدامنا للإنترنت؟
الجلوس بالمنزل منذ اعلان حظر التجول بمعظم دول العالم سواء الجزئي او الكلي فرض علينا اسلوب حياة جديد لم يكن اكثر المتفائلين بعالم التكنولوجيا يتوقع ذلك، لقد ازداد استخدام حزم الانترنت الى الضعف في العالم وذلك بسبب محاولة البشر ادامة الحياة كالدراسة والتسوق والعمل والتواصل مع الاخرين ... لذا نستعرض في هذا المقال باختصار تفصيلا موجزا عن اهم التغيرات التي طرأت:
أولاً: الدراسة عن بعد (أون لاين)
نتيجة اغلاق المدارس والجامعات اضطر الجميع لنقل المحاضرات والامتحانات الى المواقع المخصصة لذلك والتي اثبتت نجاحها كتجربة جديدة حيث كانت قليلة الاستعمال قبل ازمة كورونا، ان الدراسة عن بعد ليست بالشيء الجديد ولكن كم كانت نسبه مستخدميها من قبل؟ وهل كانت هناك ثقة بالدراسة عن بعد؟ لكن هل سيتغير ذلك بعد كورونا، اعتقد باننا سنعيد حساباتنا بهذا الشأن وسيزداد التعلم والتعليم عن بعد وستصبح موضع ثقة لدينا، حيث لاحظنا ان الكثير من الجامعات المرموقة في العالم في الاسابيع الماضية طرحت الكثير من كورسات التعلم عن بعد وبشهادة معتمدة عالمياً.
ثانياً: العمل عن بعد (اون لاين)
لم يتخيل ذلك الموظف الجالس على مكتب او خلف كاونتر والذي قطع مسافة كبيرة ودفع مصاريف للوصول لمقر عملة انه يستطيع انجاز عملة بمجرد ان يستيقظ ويفتح جهاز الكمبيوتر من على فراشه، وهنا نتسأل جميعا هل من الممكن ان نتخلص من الاجراءات البيروقراطية والجلوس بالساعات للحصول على معاملة... نعم نستطيع ذلك
اليوم يعمل الكثير من الموظفين بسبب هذه الازمه من منازلهم وينفذون ما يطلب منهم ويحضرون اجتماعات ويتواصلون مع جميع زملائهم ورؤساءهم بالعمل وكأنهم بمقر العمل، هذه التجربة التي فُرضت علينا قد تجعل اصحاب الشركات والمؤسسات يعيدون التفكير بطريقة العمل حيث ادركوا جميعا بانه لا حاجه للمكاتب ودفع الايجارات وبدل التنقل والدخول في أزمة السير ودفع فواتير كهرباء وماء وما شابه... لذا اتوقع اننا سنرى اقبال كبير على تخليص معاملاتنا اون لاين مما سيوفر علينا الكثير.
ثالثاً: التسوق والدفع الالكتروني
تتسابق اليوم المولات والمحلات التجارية لتقديم عروضها للزبائن عبر الاعلانات الممولة وخدمة الرسائل النصية مع توفر خدمة التوصيل للمنازل بل ان الأمر اصبح اكثر اثارة مع تهافت الكثير من التطبيقات والمواقع الالكترونية لتقديم خدمات توصيل المواد التموينية واسطوانات الغاز والطعام الى المنازل مستغلة فترة الحظر، لكن يكمن التساؤل هل سنعود للطريقة التقليدية للشراء ام ان امتلاك محتويات مول بهاتفك الخلوي مع خدمة التوصيل للمنزل ستكون اكثر نجاعة...
بالسنوات الاخيرة طرحت الكثير من المؤسسات وابرزها شركة الماء والكهرباء والجامعات وغيرها دفع الفواتير عن طريق تطبيقات الدفع الالكتروني، لكنني كنت الاحظ ان هناك توجس من استخدام بطاقة الصراف الالي لدى البعض في عملية الدفع الالكتروني، ولكن عندما اجبرنا اليوم ان ندفع فواتيرنا عبر هذه الخدمة كسرنا حاجز الخوف من استخدام معلوماتنا السرية على الانترنت خاصه الاجيال التي ولدت قبل الانترنت بالرغم من ان هذه التطبيقات امنه وتخضع لرقابة البنك المركزي، لذا سيرتفع عدد مستخدمي وسائل الدفع الالكتروني...
وبالنهاية نحن الان اكثر ارتباطاً بالتكنولوجيا لأنها المستقبل الذي يتحدث عنه الجميع، واننا لا محاله عن استخدام الانترنت في جميع شؤوننا لكن جاءت كورونا لتسرع عملية الانتقال ولتفرض واقع جديد سيغير من أسلوب حياتنا للأبد.