منذ تأسيس الدولة الاردنية على هذا الثرى فقد مرت عليها العديد من التحديات الجسام والظروف الاستثنائيه البالغة الصعوبه وفي كل مره كان الوطن بقيادته الهاشميه الملهمة يراهن على انتماء وولاء الرجال الرجال من ابناءه المخلصين الذين لم يترددوا يوما ببذل الغالي والنفيس وتقديم انفسهم وكل ما يستطيعون من اجل النهوض وامتطاء صهوة البناء والتقدم والحداثة من جديد حتى أضحى هذا الوطن انموذجا يحتذى به على كافة الصعد ؛ وذلك بفضل ايمان واخلاص وتميز انسانه الذي يعد الثروة الحقيقه التي طالما استند اليها عند الملمات . ان ما يمر به الوطن هذه الايام بسبب (ازمة فايروس كورونا ) وما رافقها من اجراءات وخطوات عملية جباره وقاسية من قبل الحكومه الرشيده رافقها استجابة رائعة من كافة مكونات الشعب الاردني بكل اطيافه وكل ذلك بمتابعة حثيثه من جلالة القائد حفظه الله ورعاه وولي عهده المحبوب حيث تجلت الحالة المتفردة والمعروفه من اللحمة والتعاضد المنقطع النظير التي تنعكس نجاعتها ونتائجه الايجابيه بكل وضوح على ارض الواقع كل يوم .
إن متطلبات الوقاية من هذا المرض اللعين قد فرض على الدولة الاردنيه اتخاذ مجموعة من القرارات والقيام بالعديد من الاجراءات العمليه الصعبه من اجل تسخير كل المجهود الوطني للحفاظ على حياة الانسان الاردني حيث ترتب على ذلك تعطل شبه كامل لعجلة الانتاج وتوقف لكافة المرافق الاقتصادية للدوله
وعلى كافة المستويات من مؤسسات وشركات واعمال مهنيه مما خلق حالة غير مسبوقة من الكلف والاعباء الماليه المترتبة على الحكومه الاردنيه والتي تحاول النهوض بها قدر المستطاع من اجل مساعدة الفئات المتضرره والتخفيف عنها وكذلك من اجل المحافظه على استمرار الخدمات الصحية العاديه او تقديم الرعايه الصحيه للمصابين ناهيك عن التكلفة الهائله الناتجه عن نشر القوات المسلحه / الحيش العربي والاجهزة الامنيه على امتداد المدن والقرى الاردنيه تنفيذا لقانون الدفاع التي اضطرت الحكومة لاصداره حفاظا على صحة وحياة المواطن الاردني .
اننا والحالة هذه وانطلاقا من واجبنا الوطني تجاه هذا الوطن الغالي الذي نعيش في كنفه بكل طمأنينة وكرامة ومن اجل مساهمة متواضعه بالجهد الوطني الكبير يتحتم علينا الاستجابة لنداء الوطن العزيز الذي يمكن ان ينهض به كل واحد فينا حسب امكاناته وقدراته ، وذلك من منطلق الفزعة والحمية المتأصلة في عادات وتقاليد مجتمعنا الاردني الاصيل بأغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج وتقاسم لقمة العيش معه ويشهد لنا على ذلك اخواننا في الدول الشقيقة على مر التاريخ كل ذلك منطلق القيم الانسانية والدينيه والوطنيه التي تربينا عليها في هذا الحمى الهاشمي والتي تعتبر المحرك الرئيسي الذي يحملنا ويحلق بنا نحو البذل والعطاء والتضحية بلا تردد او تقاعس للمشاركه بهذا الشرف العظيم ردا لبعض الجميل لهذا الوطن الغالي .
من المؤكد ان مبلغ الدينار الذي يمكن ان نقدمه على سبيل المثال سيساهم بشكل مؤثر وفعال في دعم الجهود المتظافره والعمل الجماعي المشترك الذي يجب ان يبرز الى حيز الوجود اليوم اكثر من اي وقت مضى فلا نستهين بهذا المبلغ البسيط ولا تستقل اي مبلغ تساهم به من اجل الوطن والمواطن ... فالانهار والسيول الكبيره تتشكل بالاصل من قطرات الغيث الفرادى ؛ والسنبلة مع اختها تكون بيدرا كبيرا من الغلال يمدنا بالخير والبركه ؛ ودينار على دينار حتما سيشكل مبلغ لا يستهان به يمكن من خلاله سد لهفة محتاح ينتظرها لقمة عيش لابناءه ؛ أو مساعدة لمريض تخفف عليه آلامه او دعم لجهد حكومي متميز وفي جميع الحالات يكتب لك الاجر والثواب عند الله عز وجل تصديقا لقول رسولنا الكريم .( ان الله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه ) حماكم الله من كل مكروه
وندعوا الله جميعا ان يرفع عن بلدنا وسائر بلاد المسلمين والانسانية جمعاء هذا البلاء العظيم ..