في هذه الجائحة التي ألمت بكل العالم، وطالنا منها ما لا نرجوا أن يطول، هربنا جميعا من الخط الأمامي إلى بيوتنا، مكرهين ومرغمين نعد الساعات ونراقب الأخبار ونستمتع ما استطعنا بكل تسهيلات الحياة، إلا هُم…الكوادر الطبية والصحية… ألأطباء الممرضين والممرضات الطواقم الفنية الطبية المساندة وكل عامل في المجال الصحي وفي كل المستويات والقطاعات فنية كانت أم إدارية، يقومون بأسمى وأشرف عمل، خط دفاعنا الأول بمواجهة الوباء الخفي القاتل، هم على بعد خطوة أو طرفة عين أو خطأ صغير لا سمح الله من الخطر، العمل بحد ذاته خطر جدا، وبملابس وتجهيزات وقائية لا تطاق، وتركيز وعمل محترف لا يحتمل الخطأ، وعمل لأوقات طويلة ومتواصلة، لا يعرفون النوم، واعتقد أن الأكل بالنسبة لهم أصبح ترفاً، ظروف تعقيم وروائح المطهرات والمعقمات، إضافة لرائحة الموت المستتر في هذا الوباء، تعاملهم مع الإنسان المريض أو المشتبه به، تحملهم الكبير لكل المواقف التي تهزنا مجرد مشاهدتها لا التعامل معها كما يفعلون، نعم علينا ان ندرك جميعا حجم معاناتهم وتعبهم وإيثارهم، وأن لا نختصر المشهد بطلة وزير الصحة نجمهم الأول ومسؤولي الاوبئة يوميا على شاشات التلفزيون، فكل هؤلاء يكمن خلفهم طواقم طبية وتمريضية وفنيه مساندة ومساعدة وفاعلة، وطواقم متابعة للأوبئة لا يتركون شاردة ولا واردة لمكافحة ومحاصرة الوباء وبالتالي حمايتنا، عملهم بطولي بكل معنى الكلمة، ولا يقدر بثمن، ونعرف انهم لا يمنون علينا بعملهم، فهو إمتداد لعملهم سابقاً ولما تعلموه لخدمة الإنسانية وما اقسموا عليه، مَجّدنا الحكومة والأجهزة الامنية ويستحقون، ولكن الكوادر الطبية لم تأخذ نصيبها من الإعتراف والتقدير لعملها البطولي المتفاني، والذي لا تدانيه بطولة ولا تضحية، لهم منا ومن الجميع التقدير والعرفان، ومهما تكلمنا لن نوفيهم شيء من دينهم في رقابنا جميعا، وأعتقد أن الحكومة لن تنساهم بعد إنحسار الوباء، يستحقون رحلة نقاهة هم وعائلاتهم ليعوضوا فترة الحرمان، ويحتاجون المكافئة المادية والمعنوية، ويحتاجون حاليا كل الدعم النفسي والمعنوي والمادي لهم ولعائلاتهم، يحتاجوا أن يقلدهم سيد البلاد وسام الخدمة المتفانية، ويجب أن يستحدث هذا الوسام ليزين صدورهم جميعاً، ويكون حافزا للجميع للتفاني في خدمة بلدهم، أثبت الأردنيون جميعا في هذه المرحلة أنهم قدها... وقدها… وقدها… حمى الله الأردن.