في توقيت إقليمي بالغ الحساسية، اختارت دولة قطر أن تعلن موقفها بوضوح وهدوء، متابعةً عن كثب تطورات المشهد اليمني، ومؤكدة أن ما يجري هناك لا ينفصل عن أمن المنطقة بأكملها، في رسالة حملت أبعادًا سياسية وإنسانية لافتة.
متابعة حثيثة ودعم صريح للشرعية اليمنية
أعربت دولة قطر، اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2025، عن متابعتها ببالغ الاهتمام للتطورات والأحداث الجارية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، مشددة على دعمها الكامل للحكومة اليمنية الشرعية، وحرصها على الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، بما يصون مصالح الشعب اليمني ويحقق تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار والتنمية.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن موقف الدوحة ينطلق من قناعة راسخة بأن استقرار اليمن يمثل ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة، وأن أي مساس بوحدة أراضيه أو أمنه الداخلي ستكون له انعكاسات مباشرة على المحيط الخليجي والعربي.
أمن الخليج… موقف لا يقبل المساومة
وفي سياق متصل، شددت الخارجية القطرية على أن أمن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يُعد جزءًا لا يتجزأ من أمن دولة قطر، مؤكدة أن الروابط الأخوية والمصير المشترك الذي يجمع دول المجلس يفرضان تنسيقًا دائمًا وتضامنًا حقيقيًا في مواجهة التحديات الإقليمية المتصاعدة.
ترحيب بنهج التهدئة وتغليب مصلحة المنطقة
ورحبت قطر بالبيانات الصادرة عن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والتي عكست – بحسب البيان – حرصًا واضحًا على تغليب مصلحة المنطقة، وتعزيز مبادئ حسن الجوار، والاحتكام إلى الأسس والمبادئ التي يقوم عليها ميثاق مجلس التعاون الخليجي.
الحوار أولًا… رؤية قطر للمستقبل الإقليمي
وجددت وزارة الخارجية القطرية تأكيدها على أن دولة قطر ستظل من الدول الداعمة للحوار والدبلوماسية، باعتبارهما السبيل الأكثر واقعية لتحقيق الخير والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة، في ظل تعقيدات سياسية وأمنية متسارعة.
ويأتي هذا الموقف في وقت تتزايد فيه الدعوات الإقليمية والدولية إلى حلول سياسية مستدامة للأزمات القائمة، وعلى رأسها الأزمة اليمنية، وسط إدراك متنامٍ بأن الحوار الصادق، لا المواجهة، هو الطريق الوحيد لتجنيب المنطقة مزيدًا من الاضطرابات وفتح آفاق أوسع للاستقرار والتنمية.