أثار تصريح جديد للمسؤول الإماراتي ضاحي خلفان جدلاً واسعاً بعد أن لوّح بخيارين لليمن، إما تقسيم البلاد إلى شمال وجنوب، أو دعم جماعة الحوثي لفرض سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية.
الكاتب والباحث السعودي علي العريشي علّق على هذه التصريحات عبر حسابه في منصة "إكس"، مؤكداً أن اليمنيين يواجهون تهديداً صريحاً بين تمزيق وطنهم أو تسليمه بالكامل لإيران عبر الحوثيين، متسائلاً: "ماذا يريد هؤلاء التشطيريين من اليمن؟ وماذا فعل لكم اليمنيون لكي تُخيّروهم بين تمزيق بلادهم أو تسليمها بالكامل لإيران؟".
وكان خلفان قد نشر تدوينة على "إكس" قال فيها: "يمن واحد لن يكون إلا بحكم حوثي.. وستذكرون ما أقول لكم"، مضيفاً في منشور آخر: "لو أصروا على يمن واحد 200% لن يحكم إلا الحوثي وجماعته".
هذه التصريحات أثارت انتقادات واسعة، إذ اعتُبرت محاولة لفرض خيارات تتعارض مع وحدة اليمن واستقلاله، وتكشف عن توجهات مثيرة للقلق محليا وإقليميا ودوليا في التعامل مع الملف اليمني.
وكان الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي محمد بن زايد ووزير الدولة للشؤون الخارجية السابق، كتب منشوراً في أول تصريح رسمي يصدر عن الإمارات العربية المتحدة بشأن تصعيد مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من أبوظبي في شرق اليمن وانقلابها على الشرعية جنوب البلاد.
وقال قرقاش، في منشوره الذي رصده "المشهد اليمني"، على منصة إكس،: "تابعتُ الحملات الشرسة على بلدي، بعضها من مصادر متوقعة، وأخرى من أطراف لم أتوقعها. حملاتٌ تجاهلت في غالبها الظروف الداخلية للحالات التي تتناولها، لتبرّر تقصيرها وهروبها إلى الأمام، فبقيت في مجملها معدومة النتائج."
وأضاف: "ليست الإمارات من تحمل رغبة السودانيين في السلام والحكم المدني، بل هي مطالبهم، وليست الإمارات من تدعو إلى حق تقرير المصير في الجنوب (يقصد جنوب اليمن)، بل هي إرادة أهله. ولا تسعى الإمارات إلى زعامة ولا إلى نفوذ، بل تعمل مع شركائها من أجل منطقة مستقرة ومزدهرة وخالية من التطرف. ومع الإمارات… الشراكة تُبنى على الثقة والوضوح والتكافؤ." وفق تعبيره.
وجاء التصريح في وقت تواجه فيه الإمارات انتقادات واسعة في الأوساط العربية والدولية، بسبب دورها في دعم مليشيات الدعم السريع في السودان، ومليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، إضافة إلى اتهامات بدعم مشاريع انفصالية في الدولتين العربيتين، وهو ما اعتبره مراقبون تجاوزاً لسيادة تلك الدول ومصدراً لمخاطر التمزيق التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها. وكالات