في ساعة متأخرة من الليل، وبينما البرد يشتد في شوارع المدينة، صادف أحد المواطنين شابًا يقف بثبات قرب دوار المدينة، يحاول كسب رزقه بالحلال رغم قسوة الظروف.
أحمد، الشاب المعروف بتهذيبه واجتهاده، يقف خلف عربايته البسيطة التي يبيع عليها "القشطة والكريزة"، متحديًا برودة الليل بحثًا عن لقمة طيبة لا تشوبها شبهة.
ورغم أن الساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل، كان أحمد ما يزال على رأس عمله، يجاهد بصمت بعيدًا عن التسوّل أو الاستسهال، في وقت يتراجع فيه كثيرون أمام أول صعوبة. شهادة من تعرفوا عليه أكدت أنه شاب خلوق، طيب القلب، يسعى وراء رزقه بكرامة، ويقدم منتجًا لذيذًا يحظى بإعجاب الزبائن.
ودعا مواطنون في إربد إلى دعم أحمد يوميًا، تقديرًا لجهده وإصراره، معتبرين أن أمثاله يمثلون الصورة الحقيقية للعمل الشريف في المجتمع. فوسط عالم تتداخل فيه المفاهيم، يبقى أحمد نموذجًا للشاب الذي لم يبحث إلا عن الحلال، رغم التعب وبرودة الليل.