شهد ديوان الشيخ إبراهيم الدنادنه في خريبة السوق لقاءً عشائريًا مهيبًا، جمع وجهاء وقيادات وطنية من مختلف محافظات المملكة، بهدف إنهاء خلافٍ وقع بين مجموعة من أبناء المنطقة. وقد عكس هذا اللقاء روح التسامح والألفة التي يتمتع بها المجتمع الأردني، وقيم العفو والصفح التي تُجسّدها العشائر الأردنية في مواقف النخوة والإصلاح.
واستقبل الشيخ إبراهيم الدنادنه في ديوانه في خريبة السوق، وبحضور أبناء عشيرة أبو الشيخ وأقربائهم وأنسبائهم وجيرانهم، وبمشاركة قامات وطنية وعشائرية من مختلف محافظات المملكة، استقبل جاهة برئاسة جاسر شنان أبو دواس، تضم وجهاء وشيوخًا من عشائر العداربة وأبو جاد والمنسي وحسن وأهالي المنطقة، وذلك على إثر المشاجرة التي أدت إلى إصابة الحدث عبدالله يونس أحمد أبو الشيخ من قبل ثائر عبد العزيز المنسي ووجيه خليل العداربة وحسن عمر أبو جادو وزيد عمر حسن.
وبعد التداول في القضية، تكرمت عشيرة أبو الشيخ على لسان الشيخ إبراهيم الدنادنه وولي الأمر بالصفح والعفو والتنازل عن كافة الحقوق القانونية والعشائرية والمعنوية، فيما تعهدت الجاهة بعدم تكرار مثل هذه الأفعال أو التعرض بالهمز أو اللمز، وذلك إكرامًا لله ورسوله وجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين، والجاهة الكريمة. وقد تم تعيين الشيخ حاتم الدرابيع كفيلاً للدفا.
وفي حيثيات القضية العشائرية، تحدث جاسر شنان أبو دواس قائلاً:"نشكر عشيرة أبو الشيخ وأقرباءهم وأنسابهم وجيرانهم على هذا الاستقبال الطيب في ديوان الشيخ إبراهيم الدنادنه، الذي نقدم له كل الشكر على جهوده في إتمام هذا الصلح بين هذه العشائر الكريمة من أبناء المنطقة. ونعتذر عمّا حدث، وجئنا كرامة لعشيرة أبو الشيخ، ونشكرهم على كرمهم بالصفح والعفو الذي هو من شيم الرجال. كما نشكر وجوه الخير الحاضرين في هذا الديوان الذين ساهموا في هذا الصلح المبارك."
وأضاف أبو دواس:"حفظ الله الأردن وقيادته الهاشمية الحكيمة، وقواتنا المسلحة الباسلة، وأجهزتنا الأمنية الساهرة على أمن واستقرار هذا الوطن الكريم بأهله وقيادته."
بدوره قال الشيخ إبراهيم الدنادنه:"نرحّب بالجاهة الكريمة وعلى رأسها الشيخ جاسر شنان أبو دواس، ومن حضر بمعيته من القامات الوطنية والعشائرية من مختلف محافظات الوطن، في هذا اليوم المبارك الذي يجمعنا على المحبة والإصلاح."
وأضاف الدنادنه أن رسالته الأولى موجّهة إلى أبنائنا من طلاب المدارس، داعيًا إيّاهم إلى الابتعاد عن المشكلات والسلوكيات التي لا تليق، والتركيز على دراستهم ومستقبلهم، وعدم زجّ أهاليهم في مواقف تستدعي التدخّل الأمني أو العشائري.
كما توجّه برسالة إلى أولياء الأمور، مؤكّدًا أهمية متابعة أبنائهم، ومحاسبتهم بحكمة، ومعرفة أصدقائهم، وتوجيههم نحو السلوك الحسن في البيت والمدرسة والشارع، حفاظًا على أمن المجتمع ووحدته، وتعزيزًا لقيم الاحترام والانضباط التي تربّى عليها أبناء هذا الوطن.
كما تحدّث الشيخ إبراهيم الدنادنه مؤكداً أن الانتماء للوطن ليس مجرد شعار يُرفع، بل هو عهدٌ راسخ في القلوب وسلوكٌ يُترجم بالولاء والعمل والإخلاص.
وقال إن الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة، التي قدّمت نموذجًا فريدًا في العطاء والإنسانية والرؤية الثاقبة، استطاع أن يواجه التحديات بثباتٍ وبصيرة، ويحافظ على مكانته بين الأمم.
وأضاف أن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية الساهرة على أمن الوطن، هم درع هذا البلد وحصنه المنيع، يبذلون الغالي والنفيس لحماية الأردنيين وصون استقرارهم. وختم بقوله:
"نحن شعبٌ واحد، وبيتٌ واحد، وولاؤنا لقيادتنا الهاشمية ووطننا العزيز ثابتٌ لا يتزعزع، ما دمنا نعيش على تراب هذا الوطن الكريم بأهله وقيادته."
وتمت قراءة صك الصلح أمام الحضور، الذين شكروا الشيخ إبراهيم الدنادنه وعشيرة أبو الشيخ على هذا الكرم والطيب الذي ليس بغريب على مجتمعنا الأردني.
وتحدّث عقب الصلح الشيخ بسّام القرالة، حيث قدّم شكره وتقديره للشيخ إبراهيم الدنادنه ولعشيرة أبو الشيخ على جهودهم المباركة في إتمام هذا الصلح العشائري، مؤكدًا أن ما جرى يعكس روح المحبة والتسامح بين أبناء المنطقة التي تمتاز بروابطها الاجتماعية المتينة وعلاقاتها القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المستمر.
وهذه عاداتنا وتقاليدنا، توارثناها بقيمها وأخلاقها وتسامحها وكرمها، لنعيش في ظلها بأمن وسلام وتسامح وعطاء في هذا الوطن الكريم بأهله وقيادته الهاشمية الحكيمة.