داود حميدان – قالت هيا جميل القبيلات، رئيسة منتدى بيت مليح للثقافة، إن تعزيز قدرات المجتمع وتمكين الشباب والشابات يتطلب برامج عملية ومستمرة تعتمد على التفاعل المباشر والخبرة الواقعية.
وأضافت القبيلات في لقاء صحفي لنيروز، أن بيت مليح الثقافي، الذي شُيّد عام 1935 وشهد أدوارًا متعددة عبر تاريخه، تحوّل في 2019 إلى مكتبة ثقافية ريادية بفضل جهود شباب وصبايا البلدة، ليصبح منبرًا للتعلم والابتكار، ومساحة لإشعال شرارة السؤال والرغبة في المعرفة بين أبناء المجتمع.
فريق شغوف بقيادة التغيير
وأشارت القبيلات إلى أن عملها لا يقتصر عليها وحدها، بل يتم عبر فريق متكامل يضم عددًا كبيرًا من المتطوعين. وأضافت أن المجموعة الأساسية تتألف من ست شابات عاطلات عن العمل أمل دينا منال وئام حلى، لكنهن يتميزن بالرغبة القوية في إحداث تغيير إيجابي في مجتمعهن، ما يجعل كل مشروع أو نشاط يقمن به مثالًا حيًا على القدرة على تحويل الطموح إلى أثر ملموس.
نساء من نور يقودن التغيير
وأوضحت القبيلات أن نجاح المشروع يعتمد بشكل رئيسي على مشاركة السيدات، اللواتي يقمن بإدارة الأنشطة، وتنظيم الحوارات، والإشراف على برامج المكتبة المتنوعة. وقالت إن القيادة الحقيقية للمبادرات تتطلب إيمانًا بالرسالة أكثر من كونها مجرد مهمة، مؤكدة أن العمل التطوعي في المكتبة يهدف إلى خلق أثر مستدام في المجتمع.
مبادرات تعليمية وتواصل مجتمعي
وأكدت القبيلات على أهمية الربط بين المكتبة والمؤسسات الثقافية والشبابية والصحية، والتنسيق مع مؤسسة ولي العهد وهيئة شباب كلنا الأردن، بالإضافة إلى المشاركة في تنظيم مناسبات رسمية ومجتمعية، مثل حفل سمو ولي العهد، بهدف دعم التفاعل الإيجابي بين المجتمع والمؤسسات الوطنية.
مساحات للتعلم والفرح
كما أشارت القبيلات إلى تنظيم النادي الصيفي في مكتبة مليح، الذي شمل أنشطة تعليمية، ورش مهارات حياتية، ومبادرات بيئية، ولقاءات مع شخصيات ملهمة، مؤكدة أن الهدف من هذه البرامج هو توفير بيئة تعليمية مجانية، مبنية على الشغف والالتزام، تتيح للأطفال التعلم والاستمتاع في الوقت نفسه.
التطوير المهني والمجتمعي المستمر
وقالت القبيلات إن مسيرتها المهنية غنية بالخبرات العملية، حيث عملت كزميلة برلمانية ومنسقة فرق رقابة على الانتخابات من منظور النوع الاجتماعي، كما شاركت في مشاريع شبابية ومجتمعية متعددة، إضافة إلى برامج تدريبية متقدمة في الإعلام، والقيادة، وصناعة الأفلام، والحقوق، والتمكين الاقتصادي، ما أكسبها القدرة على قيادة المبادرات المجتمعية بفاعلية وكفاءة.
التزام بالإبداع والخدمة العامة
وختمت القبيلات حديثها بالتأكيد على أن كل نشاط أو مشروع تقوم به يهدف إلى خدمة المجتمع وترك أثر حقيقي، وأن مكتبة مليح تمثل نموذجًا حيًا للتفاعل المجتمعي المبني على الشغف والعمل التطوعي، ما يجعلها مثالًا يُحتذى به لبقية مناطق الأردن.