داود حميدان –أكد الضابط المتقاعد في مديرية الإعلام العسكري خليل سند الجبور أن الانفلات الحاصل في نشر المقاطع المصوّرة والبث المباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال العمليات الأمنية يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة رجال الأمن ولمسار العملية برمتها، محذرًا من أن بعض ما يُبثّ "يوفر معلومات حقيقية ومباشرة للإرهابيين تمكنهم من التحصن واتخاذ مواقع دفاعية".
وقال الجبور في حديث خاص لنيروز، إن ما جرى يوم أمس مثال واضح على خطورة هذا السلوك، إذ قام أحد الأشخاص ببث مباشر يظهر تحركات قوات الأمن العام وعدد الآليات العسكرية وتوجهها نحو منطقة العملية، ما أدى إلى كشف تفاصيل حساسة من شأنها أن تساعد المطلوبين على الهروب أو تغيير مواقعهم.
وبين أن تصوير الأمن العام ونشر مواقع وصولهم لحظة بلحظة مثل:
"الآن وصلوا دوّار الرمثا… الآن تحركت عشر شيرات…”
هو معلومة مجانية وخطرة تصل مباشرة إلى المجرمين قبل أن تبدأ العملية الأمنية فعليًا، وهو ما يضر بجهود الأمن العام ويجعله يواجه تحديات إضافية لا مبرر لها.
ضرورة تفعيل دور المؤسسات في التوعية
ووضح الجبور أن مواجهة هذه الظاهرة يتطلب تكاتف الجهود بين المؤسسات الرسمية والمجتمع، مؤكدًا أن:
وزارة التربية والتعليم يجب أن تدرج ثقافة احترام الخصوصية الأمنية ضمن برامج التوعية المدرسية.
وزارة الشباب يجب أن تعمل على تعزيز الوعي الإعلامي لدى الفئة الأكثر استخدامًا لمواقع التواصل.
وأشار إلى أن غياب الوعي العام بخطورة تصوير الأحداث الأمنية أثناء وقوعها قد يحوّل المواطن من "مساعد للدولة” إلى "أداة تكشف المعلومات”، دون أن يدرك حجم الضرر الذي يسببه.
التزام الصمت الإعلامي ضرورة وطنية
وأكد الجبور أن الصمت الإعلامي خلال العمليات الأمنية ليس تقييدًا للحريات، بل هو حماية للأرواح، داعيًا إلى توقف بث أي مقاطع للمداهمات أو تحركات رجال الأمن حتى انتهاء الحدث بالكامل.
وقال إن الدولة تمتلك مؤسسات إعلامية رسمية قادرة على نقل التفاصيل في الوقت المناسب، مشددًا على أن الأولوية يجب أن تكون لسلامة الأجهزة الأمنية ونجاح المهمة، وليس لجذب المشاهدات أو نشر الإثارة.
حماية العملية… وحماية الوطن
وختم الجبور حديثه بالتأكيد على أن محاربة الإرهاب مسؤولية مشتركة، وأن احترام سرية العمليات هو جزء أساسي من هذه المسؤولية، داعيًا المواطنين إلى التحلي بالوعي والانتماء الحقيقي أثناء متابعة الأحداث الأمنية وعدم نشر أي محتوى قد يُستخدم ضد الوطن.