داود حميدان – قالت الشابة لمياء زيتون من محافظة العقبة إن مشاركتها في برنامج "لو كنت مسؤولًا" ضمن التجربة الشبابية الانتخابية الافتراضية، شكّلت لها محطة مهمة مليئة بالشغف والمسؤولية، معتبرة أن هذه المشاركة جعلتها تخوض أجواء قريبة جدًا من الانتخابات الحقيقية.
وأضافت زيتون أن التجربة منحتها شعورًا مزدوجًا بين الحماس وتحمل المسؤولية، خصوصًا مع قدرتها على التعبير عن آرائها وطرح وجهة نظرها والتفاعل مع شباب من مختلف محافظات المملكة، ما جعلها تشعر بأنها جزء فعلي من صناعة القرار الشبابي ولو بشكل رقمي.
خطوة أولى نحو الطموح السياسي
وأوضحت زيتون أنها رأت في المشاركة فرصة لتكتشف كيف يمكن للشباب أن يكون لهم دور في إيصال صوتهم والتأثير على القضايا العامة، معتبرة أن هذه التجربة شكلت لها خطوة أولى نحو طموحها بالمشاركة مستقبلًا في انتخابات حقيقية، والعمل على قضايا تهم مجتمعها.
وأكدت أن الدافع للمشاركة كان مزيجًا من عدة عوامل، أبرزها الفضول لخوض أجواء الانتخابات الافتراضية، إلى جانب رغبتها في أن تكون صوتًا شبابيًا فاعلًا، والتعلم على كيفية تنظيم الأفكار وتقديمها بشكل مهني، إضافة إلى رغبتها في إثبات ذاتها وقدرتها على النقاش وتمثيل القضايا المهمة.
وبينت أن هذه ليست التجربة الأولى لها، فقد شاركت سابقًا في برامج شبيهة، إلا أن كل تجربة—على حد وصفها—كانت مختلفة وتمنح مساحة أكبر للنمو وتطوير الشخصية.
تحديات المشاركة… وتعليق المنصّة
وأشارت زيتون إلى أن من أبرز التحديات التي واجهتها في البرنامج كان التعامل مع آلية التصويت وإدارة الحملة الانتخابية عبر المنصات الافتراضية، خاصة وأن التجربة جديدة عليها في بعض الجوانب.
وأضافت أن عددًا كبيرًا من المشاركين عانوا من تعليق المنصّة الإلكترونية بسبب الضغط العالي خلال عملية التصويت، الأمر الذي أثر على فرصهم في الحصول على عدد أكبر من الأصوات، معتبرة أن هذا التحدي كان من أكثر ما واجهوه خلال التجربة.
بيئة آمنة لتعلم الانتخابات
وأكدت زيتون أن الانتخابات الافتراضية تشكّل فرصة مثالية للشباب لخوض تجربة انتخابية بلا رهبة أو ضغوط، وتفتح لهم المجال لتعلم الحوار، وفهم الاختلاف، وممارسة إدارة الحملات خطوة بخطوة، بطريقة تعكس صورة مبسطة وواضحة عن الانتخابات الواقعية.
وقالت إن ما اكتسبته من مهارات كان جوهريًا، حيث تعلمت كيفية التواصل مع الجمهور، وتنظيم الأفكار، وتقديم ذاتها وقضيتها بأسلوب مهني، بالإضافة إلى أساسيات إدارة الحملة الانتخابية التي يمكن تطبيقها في أي نشاط شبابي أو اجتماعي.
ثقة أكبر ودعم عائلي
وأكدت زيتون أنها ستكرر التجربة بكل تأكيد، لما منحته لها من دافع وثقة أكبر، وشعور بأن صوتها يمكن أن يكون مؤثرًا. وأضافت أن عائلتها وصديقاتها كانوا الداعمين الأوائل لها، مؤمنين بأن التجربة تنمّي الشخصية وتمنح وعيًا أكبر في التعبير عن الرأي.
المشاركة طريق للتغيير
وختمت زيتون حديثها بالقول إن أبرز ما تعلمته هو أن المشاركة لا تحتاج أن تكون رسمية كي تكون جزءًا من التغيير، مؤكدة أن كل خطوة لو كانت صغيرة أو افتراضية—تسهم في بناء وعي حقيقي، وتعزز دور الشباب في المجتمع.
ونصحت الشباب بعدم التردد في خوض مثل هذه التجارب لأنها بسيطة لكن غنية جدًا، وتفتح الأبواب للتعلم والتفاعل، وتشكل بداية حقيقية لكل من يريد أن يصنع أثرًا في محيطه.