بين دفاتر الزمن وصور الماضي، تظل بعض اللقطات شاهدة على نهضة وطنٍ وحكاية رجالٍ حملوا على عاتقهم مشقة الطريق وصناعة التاريخ. ومن بين هذه الصور النادرة، تبرز صورة نقليات الحاج حسن أبو العز وأولاده عام 1968، على خط العقبة – حقل، كوثيقة حية تختزل بدايات النقل التجاري بين الأردن والمملكة العربية السعودية.
تظهر في الصورة ملامح جيلٍ من الروّاد؛ المرحوم الحاج محمد حسن أبو العز، الذي ارتبط اسمه بالنخوة والعطاء، وفي الخلف الحاج قاسم أبو العز أطال الله في عمره، أحد الشهود الأحياء على مرحلة مفصلية في تاريخ العقبة التجاري.
لم تكن تلك الشاحنات مجرد وسيلة نقل، بل كانت جسوراً للتواصل والتبادل التجاري بين بلدين شقيقين، ورمزاً لحيوية العقبة كمنفذ اقتصادي مهم ونافذة الأردن على العالم. وفي زمنٍ كانت فيه التجارة في ذروتها، جسّد أبناء أبو العز قيم الالتزام والإصرار على خدمة الوطن، حتى غدت نقلياتهم جزءاً من ذاكرة المكان والناس.
اليوم، تعود هذه الصورة لتروي للأجيال حكاية رجالٍ صنعوا بالفكر والعرق تاريخاً لا يُمحى، وتؤكد أن العقبة لم تكن مجرد مدينة ساحلية، بل كانت وما زالت قلباً نابضاً للحركة الاقتصادية والتجارية في الأردن.