في مسيرة حافلة بالعطاء والإخلاص، يبرز اسم منصور سلامة حمد الحواتمة، حفيد الشيخ المجاهد حمد بن حاتم أحد رجالات الثورة العربية الكبرى، كرمز وطني واجتماعي في محافظة مادبا ولواء ذيبان، حيث ترك بصمة واضحة في ميادين العمل العام، والمبادرات الاجتماعية والوطنية التي تخدم المواطن وتعزز روح الانتماء.
من مواليد بلدة الشقيق / ذيبان عام 1957، تلقى تعليمه الثانوي وانطلق منذ شبابه في خدمة الوطن، ملتحقًا بالقوات المسلحة الأردنية عام 1973 كتلميذ مدرع، حيث شارك في معركة الجولان وكان حينها أصغر تلميذ مدرع، مقدمًا نموذجًا للولاء والانضباط في خدمة الراية الأردنية. وقد أنهى خدمته العسكرية برتبة رقيب أول عام 1990 بناءً على طلبه، بعد أن نال العديد من الدورات العسكرية والتكريمات.
لم تتوقف مسيرته الوطنية عند العمل العسكري، بل واصل عطاؤه في الحياة المدنية، حيث شغل عضوية المجلس الاستشاري للواء ذيبان، كما ترشّح لمجلس النواب عام 2008، ثم انسحب من السباق الانتخابي قبل الاقتراع بثلاثة أيام حرصًا على المصلحة العامة.
ويُعد الحواتمة من أبرز الشخصيات الفاعلة في المجتمع المحلي، حيث يشغل منصب نائب رئيس مجلس محافظة مادبا (اللامركزية)، وكان من المبادرين إلى تأسيس جمعية الشقيق التعاونية عام 1996، ويشغل مناصب فخرية في جمعيات خيرية عدة في لواء ذيبان، منها جمعية الوفاق وجمعية عمر بن عبد العزيز، إلى جانب عضويته في جمعية بني حميدة.
كما كان له دور مميز في دعم الرياضة والشباب في مادبا وذيبان، من خلال مساهماته المادية والمعنوية في دعم الأندية الرياضية. وفي لفتة وفاء وانتماء، عمل على إنتاج قرص مدمج بعنوان "عهد وولاء" تم تقديمه إلى جلالة الملك عبد الله الثاني وكبار مسؤولي الدولة، وتوزيعه على المدارس في المحافظة، تعزيزًا لروح الولاء والانتماء.
ومن المبادرات اللافتة، جهوده في وضع جداريات وطنية مزيّنة بصور ملوك بني هاشم في المدارس والدوائر الرسمية، بمناسبة الأعياد الوطنية، وكان أبرزها في مدرسة مادبا الصناعية، ومدرسة مثلث مليح، وبلدية ذيبان، ومدخل بلدة الشقيق.
ولم يغفل الحواتمة البعد الثقافي والتاريخي، فكان من أبرز المطالبين بعودة مسلة ميشع إلى الأردن، حيث يترأس اللجنة الشعبية للمطالبة بعودتها من متحف اللوفر في باريس، لما لها من قيمة حضارية وأثرية تعكس تاريخ المنطقة.
وفي مناسبات الوطن، لم يتوانَ عن التعبير عن ولائه عبر مقالات صحفية وطنية نشرها في الصحف اليومية والأسبوعية، حظيت بتقدير رسمي واسع، تُوّج بالحصول على كتب شكر من جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، وعدد من المسؤولين.
لقد جسّد منصور الحواتمة مفهوم المواطنة الصالحة والالتزام الوطني، وترك إرثًا مشرفًا في دعم القضايا العامة، مؤكدًا أن خدمة الوطن لا تقتصر على موقع وظيفي، بل هي رسالة وعقيدة ومسيرة مستمرة بالعطاء.